الشهادة التي أدلى بها الداعية محمد حسان وقبله الداعية محمد حسين يعقوب أمام المحكمة في القضية المعروفة إعلاميا بخلية داعش إمبابة والتي كان استدعاؤهم بناء على طلب دفاع المتهمين، وأكرر بناء على طلب دفاع المتهمين، وليس كما يدعي أو يروج أعضاء الشيطان أنه أمر من الأجهزة المختصة بهدف توريطهم أمام الرأي العام أو أمام مريديهم، حملت الكثير من المفاجآت الصادمة والمتناقضة، فيما كان يقوله هذان الداعيان في الفضائيات التابعة لأفكارهم المنبوذة وفي قنواتهم الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي والتي كانوا يبثون فيها سمومهم للناس عامة والشباب خاصة بالتحريض على الفوضى والصدام مع أجهزة الدولة والجهاد باسم الدين والدين منهم براء.
لقد قالوا فيما قالوه أمام المحكمة وخاصة الداعية محمد حسان “إن أي جماعة تستحل إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة فهي جماعة منحرفة عن كتاب الله وسنة رسوله، وإن جماعة الإخوان في بداية دعوتها تحولت للبحث عن الحكم، ولم توفق في حكم مصر؛ لأنها لم تستطع أن تنتقل من فكر الجماعة إلى فكر الدولة، ومن سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى سياسة الدولة ذات الأطياف المتعددة”، وأن أخطر ما قاله في شهادته “إنه بعد حدوث صدام بين جماعة الإخوان وأجهزة الدولة ومؤسساتها، فإن الجماعة رفعت شعار الشرعية أو الدماء، وكونوا فرقًا تسمى باللجان النوعية اقتحمت مقرات الدولة وخربوها”، وهذا الكلام يؤكد ما اقترفته أيدي جماعة الشيطان من سفك دماء المصريين واستحلال دمائهم للوصول إلى كرسي الحكم والحفاظ عليه.
وبالرغم من صدق كلام الداعية محمد حسان ضد جماعة الإخوان إلا إنني أشم رائحة الشماتة والانتقام وتصفية الحسابات في كلامه؛ ربما لأن الجماعة لم تمنحه خلال حكمهم منصبًا مثل: منصب وزير الأوقاف أو منصب شيخ الأزهر أو منصب المفتي أو أي منصب ديني آخر، وهو الذي كان يدعمهم ليل نهار بكلامه المعسول، وبذلك ينطبق عليه الحكمة التي تقول كلام حق يراد به باطل، ناهيك عن تهربه من المسئولية، وأيضًا تهرب الداعية محمد حسين يعقوب من الإجابة عن معظم الأسئلة التي وجهتها المحكمة، وكانت إجاباته لا أدري، ولا أعلم، وأنكر الاثنان معظم ما قالوه من أفكار محرضة ومدمرة باسم الدين.
وأقول لهذين الداعيين وأمثالهما نعم لقد فزتم بنعيم الدنيا من شهرة وملايين الجنيهات والدولارات بالبنوك والسفر شرقًا وغربًا، ومصاحبة علية القوم وأكل أطيب العزائم والاستمتاع بالنساء بكثرة الزواج، وسوف يحاسبكم الله في آخرتكم ليس مثل سائر البشر أمثالنا الذي يصيب ويخطئ، ولكن سوف يحاسبكم حساب الشياطين عما اقترفت افواهكم من الدعوة للجهاد والتغرير بملايين الشباب وتضليلهم، وتسببت بذلك في خراب مصر واستشهاد عدد من جنود الشرطة والجيش، وقتل المصريين خلال فوضى يناير المفجعة، وأيضًا سوف تحاسبون على سفك دماء الشباب الذي قتل في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها باسم الجهاد.
وأخيرًا أدعوا الله أن يحفظ أهل مصر وشبابها منكم ومن أمثالكم
mahmoud.diab@egyptpress.org