يا من تدعي أن نظامك نجح لمجرد تراجع معدلات المجاميع وهو الهدف الاستراتيجي الذي تعتبره نصراً وفتحاً عظيماً كان من أهم أولوياتك لتهلل لنطامك
هذا ليس تطويرا ولا نجاحا— ولكن قلب للحقائق للأسباب الأتية:
– أولاً: معدلات ارتفاع المجاميع وانخفاضها ليست هدف ولا مقياس لجودة العملية التعليمية أو غير ذلك لارتباطها بأمور كثيرة خارجة عن هذا .
– أن تدخل الطلاب في نظام جديد للامتحانات شكلاً ومضموناً لم يتم تدريبهم عليه ظلم كبير لهم .
– التخبط في قرارات سيادتك زاد من إرباك الطلاب ؛ حيث أعلنت و أنت تسوق لنظامك لهذه الدفعة في البداية أن الامتحان سيكون الكتروني- – ثم ورقي – – ثم بابل شيت؛ وادعيت انك ستسمح بأكثر من فرصة للتحسين لمن لا يرضون على مجاميعهم – – ثم سحبت كلامك بدعوى انه يجب موافقة مجلس النواب – هذا كذب وعدم مسئولية وتخبط .
لو حوسبت على تصريحاتك فلابد أن تحاكم على عدة تهم
– أولها إهدار أموال الشعب المصري تحت خديعة التطوير، حيث أدخلت بنية تحتية بالمليارات على مدارس وفصول الكثير منها متهالكة، وطلاب بعضهم من أسر لا تملك قوت يومها.
– وتدمير الحالة النفسية للطلاب وأولياء الأمور، وعدم فهم لحقيقة ما تقوم به أو نواياك لتحقيقه.
– وفقد مصداقية التعليم وضياع هيبة الوزارة.
ليس هذا فحسب
بل لو كان لديك بعض الشجاعة الأدبية لأعلنت فشلك
فمجرد العودة الى الاختبارات الورقية التي أفسدتها بتغليفها بنظام البابل شيت لتتمكن من التصحيح الالكتروني ولا تعود للعنصر البشري مجرد اللجوء لهذه الحيلة الخبيثة كذب مغلف بفشل.
كلنا كتربويين ندرك أن
هذا النوع من الاختبارات وحده غير كاف لتقييم طالب في نهاية مرحلة تعليمية كالثانوية وتحديد مصيره ووجهته وهذا لأنها ينقصها قياس بعض المهارات الهامة التي يجب الحرص على تقييمها
– فهل يعقل أن يؤدي طالب اختبار لغة ولا نقيس مهارة الكتابة والتعبير لديه ؟
– أو اختبار فيزياء أو رياضة ولا نتأكد إن كان تتبع خطوات حل المسألة ولم يحصل على الناتج النهائي بالحظ والصدفة أو الغش ؟
– أين أراء التربويين والمعلمن ممن لهم خبرة أكثر من سيادتك في هذا المجال ولما لم ترجع لهم ولم تعتد بأرائهم واكتفيت بالتشكيك في نواياهم وأنهم يريدوا عرقلة نظامك لمصالحهم.
– من قال لك أن الختبارات التي تأتي بأسئلة أشبه بالفوازير يختلف حولها المعلمين المتخصصين تصلح لقياس وتقييم الطلاب.
– أين ادعائك بأن التعليم سيكون متعة للطلاب وراحة لأولياء أمورهم وتخفيف عبء مادي عنهم. فيما نراه من عزاب وشكوى و ألم و خيبة أمل أصيبب بها الكثيرين منهم.
– المشكلة مش المجموع اللي الطالب حصل عليه – المشكلة الحقيقة إن معظم الطلاب مش فاهمين أو مقتنعين بنتايجهم.
ليس كونك كنت ناجح في مجال عملك التكنولوجي مبرراً لإفساد نظام تربوي قائم على مقاييس أخرى أهمها القيم والتربية والقدوة وهو مالا يوجد له أي أهمية ولا اهتمام في نظامك الجديد ، وأؤكد لسادتك أنك وكثير من المهللين لك لو صادفتم وزير تعليم أثناء فترة تعليمك مثلك استبد بتطبيق نظام هو وحده وشلته مقتنعين به – لو صادفتم هذا لما كنتم تعلمتهم وما تفوقتم وأصبحتم في أماكنكم الحالية.
هل أنت مرتاح الضمير
بعد كل هذا الألم والحزن والمشقة التي أدخلتها على مئات الألاف من الأسر طوال الثلاث سنوات وأنهيتها بهذه الدراما الحزينة للنتيجة التي تفخرعبثاً أنها تعتبر إنجاز لوزارتك – في مشهد أبسط وصف له أنه مستفذ- وزارتك التي مازالت تعج بالفساد والمفسدين والفسدة وهو ما كان يحتاج منك التطوير
فلماذا لم تحارب الفساد في وزارتك الممتلئة بالفاشلين والوسايط ومستغلي النفوذ ويحصلون على أعلى المكافآت
في الوقت الذي يطحن المعلمين في المدارس ويقومون فعلاً بالعمل وتحاربهم مادياً ومعنوياً.
وأخيراً وزير ضياع التعليم أقولها لك عن يقين
انت لم تطور التعليم
بل خدعت المجتمع بوهم التطوير والنتيجة أن الطلاب الذين تضرروا هم المتفوقون ممن بذلوا مجهودا كبير اوفي المقابل انتصر الفاشلون والغشاشون أو المحظوظون بالصدفة