خلال مشاركته في منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان بإيطاليا
كتب عادل احمد
في إطار مشاركته في منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، والذي استضافته مدينة بولونيا الإيطالية خلال الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر الجاري 2021م، ألقى عادل بن عبدالرحمن العسومي كلمة في الجلسة المخصصة حول موضوع دور البرلمانيين في تعزيز الحوار بين الأديان، والتي نظمها منتدى مجموعة العشرين بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام.
وأدار الجلسة فرناندو كازيني الرئيس السابق لمجلس النواب الايطالي والرئيس الحالي للمجموعة الإيطالية بالاتحاد البرلماني الدولي.
ودعا رئيس البرلمان العربي في كلمته إلى مبادرتين، من شأنهما تعزيز دور البرلمانيين في مجال الحوار بين الأديان، الأولى: “تأسيس منصة برلمانية عالمية للحوار بين الأديان”، بحيث تتضمن برامج وأنشطة لتأهيل وبناء قدرات البرلمانيين في تعزيز الحوار بين الأديان، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات في هذا الشأن. والثانية: إعداد “دليل البرلمانيين لتعزيز الحوار بين الأديان”، بحيث يتضمن أفضل التشريعات والممارسات الوطنية والإقليمية والدولية، التي تشجع على الحوار بين الأديان وترسخ التعايش بين الثقافات المختلفة، ولكي يُشكل هذا الدليل البرلماني الشامل منطلقاً لتأسيس منظومة تشريعية متطورة تساهم في تعزيز الحوار بين الأديان.
وقد لاقت هاتين المبادرتين استحسان وتأييد واسع من المشاركين والحضور، وأعربت العديد من المؤسسات المشاركة في المنتدى عن رغبتها واستعدادها للتعاون مع البرلمان العربي في تنفيذهما.
وأضاف العسومي أن الدول العربية أطلقت واحتضنت عدداً هاماً من المبادرات الرائدة في هذا الشأن، منها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإعلان مملكة البحرين للتسامح الديني، الذي دشَّنه ملك البحرين في عام 2017، كوثيقة عالمية تلتزم بتعزيز الحرية الدينية للجميع، وكذلك إنشاء مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في عام 2018، ووثيقة الإخوة الإنسانية، بين الأزهر الشريف والفاتيكان، والتي تم توقيعها في دولة الإمارات العربية المتحدة ودشَّنت مرحلة جديدة من التعاون والتلاقى بين اتباع الأديان المختلفة، وكذلك إنشاء المركز الدولي لحوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بجمهورية مصر العربية.
ودعا رئيس البرلمان العربي إلى تأسيس شراكة إستراتيجية بين المراكز العربية المرموقة المعنية بالحوار بين الأديان، وبين البرلمان العربي، ومنتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، والبرلمان الدولي للتسامح والسلام، وذلك من أجل التعاون تنفيذ مبادرة إنشاء “دليل البرلمانيين لتعزيز الحوار بين الأديان”، ومبادرة تأسيس “منصة برلمانية عالمية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات”.
واختتم العسومي كلمته بالقول ” لابد من إدراك الفارق الكبير بين حرية التعبير واحترام معتقدات الآخر، ذلك أن ثقافة الحوار وقيم التسامح، لا تعني بأي حال من الأحوال، تقَبُل الإساءة إلى الأديان ورموزها المقدسة. وإننا بقدر ما ندعو إلى التسامح والتعايش المشترك بين الأديان والثقافات المختلفة، بقدر ما نؤكد على حتمية عدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة تحت دعاوي حرية الرأي والتعبير”.
جدير بالذكر أن رئيس البرلمان العربي عقب مشاركته في المؤتمر العالمي الخامس لرؤساء البرلمانات والقمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب بفيينا، توجه إلى مدينة بولونيا الإيطالية للمشاركة في منتدى مجموعة العشرين للحوار بين الأديان، حيث ترأس إيطاليا حالياً مجموعة العشرين.