اصبحنا كل فترة نسمع ونشاهد حادثا غريبا وشاذا على مجتمعنا وهى إقدام نفر من الشباب على الانتحار، فهل هذا يعود إلى خلل فى التربية حيث أصبحنا غرباء عن أبنائنا ولا نعرف ما يؤرقهم نفسيا ومعنويا لدرجة ان نفاجأ على فترات بحادث انتحار مروع نفقد فيها فلذات أكبادنا وأين دورنا نحن كآباء وأمهات فى التربية، وهل أصبح دورنا يقتصر على جلب المال وتوفير وسائل الترفيه لأولادنا فقط؟ وأصبحنا نؤدى أدوارنا واجبا وليس حب وخوف على أبنائنا. وأين دور وزارة التربية والتعليم التى يفترض ان تربى وتعلم أولادنا ولديها فى كل المدارس الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون والمنوط بهم المساهمة بجانب دور الأسر فى بناء الشخصية وإعطاء الثقة فى الأولاد ومعالجة المشكلات النفسية والاجتماعية إن وجدت حتى لا تستفحل فى مرحلة الشباب ويكون لها مردودها السلبى على تصرفات الشاب فى المستقبل، ولذا نحن جميعا نحتاج إلى توعية لكى نشعر بمشكلات أبنائنا قبل فوات الأوان ونعيد للأسرة المصرية ارتباطها من جديد. ولذا على الجميع بدءا من الأسرة والمختصين وعلماء الدين والإعلام والفن, العمل على رفع الوعى لدى الشباب وإشباعهم نفسيا وعاطفيا وتعزيز ممارستهم الأنشطة والهوايات والتوعية بأهمية الحفاظ على النفس وعدم اليأس مهما قابلهم من صعوبات أو مشاكل سواء عاطفية أو نفسية أو اقتصادية أو أسرية أو غيرها وبث فيهم القيم الرفيعة والدينية قبل أن ينقطع فيهم الرجاء، وتذكيرهم دوما ان هذه الجريمة محرمة شرعا حيث قال الله تعالى «..وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»