مستمرة هي الجهود المصرية من أجل مناصرة القضايا العربية من المشرق الى المغرب, وتعزيز سبل السلام والاستقرار ليس على المستوي الاقليمي فحسب بل على المستوي الدولي وبخاصة ان المنطقة العربية تشهد حالة من الفوضى الأمنية بعدد من بلدانها ,وانتشار الجماعات الراديكالية المسلحة والجماعات الارهابية , كما أن القضية الفلسطينية دائما ما تمثل القضية العربية الأولي وتحتل مقدمة أولويات السياسة المصرية, حيث تواصل مصر جهودها المستمرة من أجل حل القضية الفلسطينية وتحريك المياه الراكدة في عملية السلام المتوقفة منذ فترة , وبخاصة في ظل تصريحات الادارة الامريكية الجديدة بنيتها اطلاق عملية السلام مرة أخري علي أساس مبدأ حل الدولتين وهو المبدأ الذي لقي قبول الاطراف العربية والأوساط الاسرائيلية , وتأتي الزيارة المتبادلة علي مستوي القمة في هذا الإطار حيث اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني جلالة الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن للتشاور فيما يتعلق بإطلاق العملية السلمية مرة أخري , ثم اللقاء الاخير الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي “نفتاليبينيت” في شرم الشيخ بمصر حيث تصدرت المباحثات عدد من الملفات الساخنة لعل في مقدمتها ملف اطلاق عملية السلام , كما تأتي تلك المشاورات ايضاً في إطار الدور الكبير الذي تلعبه مصر في تخفيض حدة التوتر الاقليمي نظراً لما تشهده الساحة الاقليمية من تفاعلات كثيرة بين القوي الدولية والاقليمية كان لها أبلغ الأثر في زيادة حدة التوترات السياسية والأمنية , وتسعي الجهود المصرية الى استغلال الزخم الدولي والرغبة من قبل الاطراف والقوي الدولية في حلحلة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في المنطقة , حيث أن التوصل الى حلول دائمة لها يساهم بشكل كبير في تعزيز فرص التنمية والرخاء وزيادة التعاون بين شعوبها في إطار الاخوة الانسانية وهي الرؤية التي تتوافق مع التوجهات المصرية التي تري أن مفتاح تنمية المنطقة واستقرارها يكمن في حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وضمان حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام داخل دولته المستقلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة.