بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تطبيق فترة ثالثة في بعض المدارس التي بها كثافة الطلاب بالفصول على أن تبدأ الفترة الأولى في الثامنة صباحا وحتى العاشرة والنصف صباحا والفترة الثانية من الحادية عشر صباحا وحتى الساعة الواحدة والربع والفترة الثالثة من الساعة الواحدة والنصف وحتى الساعة الثالثة والنصف وتقليص زمن الحصص في الفترات الثلاثة إلى 15 دقيقة للحصة الواحدة بالإضافة أيضا إلى تقليص وإلغاء طوابير الصباح وفترة الفسحة وحصص الأنشطة.
وللأسف كل ذلك لن يصب في مصلحة العملية التعليمية وتطويرها وخلق أجيال مؤهلة ومؤسسة استقرارا نفسيا وتعليما جيدا خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي والتي هي البنيان الأساسي لتكوين شخصية التلميذ لان هل الهدف من ذهاب التلاميذ للمدارس ليس فقط تلقين ومحتوى تعليمي وان الهدف ياسادة تربوي قبل أن يكون تعليمي وأن ما يقع تحت عنوان (تعليمي) لابد أن يتضمن جميع الأنشطة بداية من دخول الطفل باب المدرسة مرورا بطابور الصباح الذي بدوره يحتوي على نشاط رياضي وثقافي يتلخص في الإذاعة المدرسية التي تحتوي على معلومات متنوعة وتحية العلم التي تنمي الجانب الوطني لدى الأطفال من الصغر وتعليمهم أهمية احترام وطنهم والانتماء إليه وأن الحفاظ والدفاع عنه من تعاليم الدين ومرورا بتعلم النظام والنظافة وكل ذلك الصفات الحميدة لابد من ترسيخها في الصغر وكما تقول الحكمة “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” وهى صحيحة بنسبة مائة في المائة ولا ننسى أهمية وضرورة الحصص الفنية سواء كانت الرسم او الموسيقى وغيرها من الأنشطة التي تنمى عقول الأطفال وتسمو بمشاعرهم وتظهر أصحاب المواهب منهم.
فهل يعقل أن نلغي كل هذا المحتوي الهام والذي ينمي شخصية الاطفال وينحصر دور المدارس فقط في تلقين الطفل محتوي تعليمي فقط والذي هو ايضا لن يكون مكتملا اكتمالا صحيحا كما تعودنا ونشأنا عليه سابقا في المدارس بان اليوم الدراسي يوما شاملا من حصص دراسية لديها متسعا من الوقت وانشطة وغيرها كما أن كافة النظريات التعليمية العلمية الحديثة أكدت أن الاهتمام بالجانب التنموي لدى الطفل يساعد عقله في استيعاب المحتوى التعليمي بالإضافة الي تهيئته صحياً ونفسياً وسلوكياً.
وهناك اقتراحات لابد من دراستها للتغلب على مشكلة التكدس بالفصول وهي التعليم بالتناوب بان يتم تقسيم الدراسة بالمدارس التي بها كثافة كبيرة إلى أيام بحيث يحضر بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الابتدائي ثلاثة أيام في الأسبوع وباقي الفصول تحضر الايام الاخرى بحيث تكون أياما دراسية شاملة، وذلك سوف يكون مردوده ايجابي على التلاميذ والعملية التعليمية وهو حل مؤقت يسهم في التخفيف من حدة المشكلة لحين بناء مزيد من المدارس والفصول الجديدة.