الإخبارية مسقط خاص:
تلعب المتاحف العُمانية دَورًا فعَّالًا في تنشيط الحركة السياحية، بالإضافة إلى دَوْرها الملموس في تنشيط الحسِّ الوطني لدى المواطنين؛ لِمَا لها من دَوْر في التعريف بحضارة السَّلطنة، وإسهاماتها الكبرى في بناء الحضارة الإنسانية، ما يؤدِّي إلى تنمية مشاعر الاعتزاز والفخر والانتماء، کما حرصت السَّلطنة في إقامة متاحفها المتنوِّعة على إبراز دَوْرها في الارتقاء بالذَّوق الفنِّي، كذلك حرصت على إقامة متاحف تعمل على تنمية الحركة السياحية، خصوصًا في المقاصد السياحية بطول البلاد وعرضها، وهناك متاحف موسمية تُرکِّز على اطلاع السائح على تاريخ وإرث المناطق التي يزورها. فالعلاقة بَيْن السياحة والمتاحف علاقة تبادلية، فالسياحة تلعب دَوْرًا مُهمًّا في تنشيط المتاحف وزيادة عدد زوَّارها؛ وبالتالي زيادة دخلها من العُملة الصَّعبة، أمَّا المتاحف فتُسهم في جذب المزيد من السائحين.
إنَّ حرص السَّلطنة على إقامة متاحف متنوِّعة دائمة وموسمية تأكيد على أنَّ المتاحف لم تَعُدْ مجرَّد أماكن لحفظ الموروث الأثري والثَّقافي، بل أضحت بمثابة معاهد للعلوم، ومراکز للثقافة، ومؤسَّسات عِلمية وثقافية تقدِّم المعلومات في شکْلٍ جذاب وشائق، وتستعرض ما تملكه السَّلطنة من ثَراءٍ أثَري وبيئي يعكس تعدُّد بيئاتها وثقافاتها، ما يُؤهِّلها لِلَعِب دَوْر کبير في تنمية النشاط السياحي.
ويأتي معرض التراث الجيولوجي الذي يقام حاليًّا بمتحف أرض اللبان بصلالة، والذي تنظِّمه وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان والجمعية العُمانية الجيولوجية، كإحدى الأدوات المُهمَّة في تنمية حركة السياحة في الموسم الشتوي في محافظة ظفار، فالمعرض فرصة كبيرة للتعرف على الإرث الطبيعي والجيولوجي بالبلاد.
وما يعظِّم من فائدة المعرض هو ندرة تلك المتاحف القائمة على التراث الطبيعي والجيولوجي، سواء في السَّلطنة أو الإقليم ككُلٍّ، فمُعظم المتاحف الموجودة تُعنى بالمُنتج الأثري أو التاريخي أو التراثي، ونادرًا ما يتمُّ عمل متاحف خاصَّة بالتنوُّع الجيولوجي.
لذا شهد المعرض حضورًا مميزًا من قِبل الزوَّار بكُلِّ فئاتهم منذُ افتتاحه في الخامس عشر من نوفمبر الماضي تزامنًا مع احتفالات السَّلطنة بالعيد الوطني الحادي والخمسين المَجيد، وهو ما دفع الجهات المُنظِّمة إلى تمديده حتى الخامس عشر من يناير المقبل، حيث يأتي المعرض ضِمْن برامج وزارة التراث والسياحة لتطوير وتنويع المنظومة المتحفية في السَّلطنة، وتعزيز إسهامات قطاع التراث في النشاط الاقتصادي.
إنَّ تمديد المعرض يُسهم في إنجاح موسم ظفار الشتوي، ويسلِّط الضوء على تنوُّع التراث الجيولوجي العُماني وزيادة الوعي بأهمية المحافظة عليه، والتعريف بهذا القطاع، وفُرص العمل المُمكنة فيه بحسب أولويات رؤية “عُمان ٢٠٤٠” وأهدافها الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية لتعزيز المواطنة والهُويَّة والتراث والثقافة الوطنية.
وحسب الإحصائية التي سجَّلها المعرض منذ الخامس عشر من نوفمبر ولغاية الخامس عشر من ديسمبر، فقد بلغ عدد زوَّاره (3190) زائرًا من بينهم أكثر من (30) ثلاثين زيارة مدرسية وجامعية تعرَّفوا من خلال الشروحات والإرشاد المتحفي على أهمِّ ما يحتويه المعرض الذي يضمُّ بَيْن جنباته (6) ستة أركان من بَيْنها ثَراء التراث الجيولوجي وتنوُّع جيولوجيا السَّلطنة وتاريخها الجيولوجي الطبيعي، كما يحتضن قِطَعًا تراثية جيولوجية وأحافير فريدة، بعضها يعود لحيوانات منقرضة كالديناصورات والفِيَلة، كما صاحب أعمال المعرض تنفيذ حلقة تهدف إلى التعريف بفُرَص العمل المُمكن إيجادها في هذا القطاع، وتمكين وتعزيز المهتمِّين في هذا المجال، وهو ما يعزِّز الدَّور التنموي للمتاحف في السَّلطنة.