*الشباب في صميم اهتمامنا .. والتوظيف المحرك الأساسي للاقتصاد والتنمية
*تحول أداء الحكومة إلى مستوى “الحلول الشاملة” لتحقيق رفاهية المجتمع
كتب عادل احمد
ألقى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، اليوم “الثلاثاء”، خطاباً سامياً بمناسبة الـ 11 من يناير ذكرى توليه مقاليد الحكم في البلاد.
وقال السلطان هيثم بن طارق في بداية خطابه: “اللهم إنا نبتدئ الثناء بحمدك، فأنت أهل الثناء والحمد، إذ أعدت علينا هذه الذكرى المباركة، ومسيرتنا تتواصل ونهضتنا تتجدد، بفضل منك وعون في حركة دؤوبة، بقدر ما تأخذ من الماضي عِبرها، ومن التاريخ دروسها؛ فهي تتطلع إلى المستقبل بعزيمة وثبات، وبتماسك أبنائها ووحدتهم”.
ووجه حديثه إلى أبناء عُمان قائلاً: “من أجل صون مكتسباتنا، وما تحقق على هذه الأرض الطيبة من إنجازات نشهد لها جميعاً، ومن أجل بناء مستقبل زاهر لأبنائنا الأوفياء في كل شبر من هذا الوطن؛ فإننا لن نتوانى عن بذل كل ما هو متاح لتحقيق ذلك”، مضيفاً: “أننا واثقون أنكم جميعاً تدركون ما مررنا به من تحديات تعاملنا معها بحكمة وصبر، ومضينا قدماً في تنفيذ خططنا وبرامجنا الاقتصادية والاجتماعية، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، مسترشدين برؤية عُمان 2040، فتحسن أداؤنا الاقتصادي والمالي، وبدأنا نكمل لكم ومعكم طريق النماء والازدهار”.
وأكد سلطان عُمان خلال الخطاب أن هدف استدامة قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية، كان ولا يزال أسمى أهداف هذه المرحلة، وقال: “إننا نشعر بالرضا تجاه التغيير الإيجابي لمسار الأداء المالي الذي تحسن كثيراً، ولله الحمد، وعززه أمرنا بالتوسع في سياسات التحفيز الاقتصادي، وبناء منظومة حماية اجتماعية توفر للمواطنين حياة كريمة، لتعطي هذا التحسن بعداً إنسانياً”.
وشدد السلطان هيثم بن طارق بقوله: “لقد جعلنا الشباب في صميم اهتمامنا واهتمام حكومتنا، متابعين الجهود المبذولة لإشراكهم في بناء الوطن، وسنحرص على أن تكون هذه الشراكة أكثر شمولية وأعمق أثراً، حيث تعمل مختلف مؤسسات الدولة ومسئولوها على اعتماد منهجيات عمل مستدامة، تركز على إبراز إسهامات الشباب الفاعلة في هذه المسيرة المباركة وتنظم أدوارهم في خدمة المجتمع”، مضيفاً: “لقد استبشرنا بما أُنجز في ملف التوظيف خلال العام المنصرم، بتشغيل أبنائنا رغم صعوبة المرحلة، ونتطلع بأمل مقرون بحزم لأن تقوم كافة قطاعات الدولة والقطاع الخاص الذي يُنتظر منه أن يؤدي دوره المأمول في حركة التوظيف باعتباره المحرك الأساسي للاقتصاد والتنمية؛ لتوفير فرص عمل لأبنائنا وبناتنا المؤهلين، وتأهيل من يحتاج منهم إلى المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل، أما أبناؤنا وبناتنا رواد ورائدات الأعمال الذين يرغبون في تأسيس مشاريعهم الخاصة، فإننا عازمون على الأخذ بأيديهم وتشجيع برامج ريادة الأعمال وتقديم الدعم والحوافز اللازمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، نظراً لدورها المحوري في تنشيط الحركة الاقتصادية وتوفير المزيد من فرص العمل”.
كما أكد سلطان عُمان أن الاستثمار المحلي يُعتبر إحدى الركائز المهمة لتنويع مصادر الدخل الوطني، وقال: “فبعد أن أطلقنا العديد من البرامج الوطنية وهيأنا البيئة المساعدة، فإننا نحث على استثمار رؤوس الأموال محلياً، فأمامها فرص استثمار مجزية في جميع المجالات، ونتطلع لأن تكون بلادنا وجهة استثمارية رائدة، لا سيما في المجالات التي تعزز توجهاتنا الرامية لتوسيع حجم اقتصادنا الوطني وتنويع مصادر الدخل، فبلادنا تتمتع بمزايا تنافسية وإمكانيات كبيرة وفرص واعدة ينبغي استغلالها”.
وشدد السلطان هيثم بن طارق على أن الحكومة وجميع مؤسسات الدولة ستُسخر كافة جهودها وطاقاتها في تعاون وتكامل يضمن توجيه التنمية إلى المحافظات، وتعمل على تعزيز جاهزيتها للاستثمار وتنمية دورها المحلي القائم على الميزة النسبية التي تمتاز بها كل محافظة بما يخلق نماذج تنموية محلية، وستردف ذلك ثلة من مشاريع استراتيجية تنفذها الحكومة ضمن خططها الخمسية، فتتكامل حركة التنمية لتشمل كل أرجاء سلطنة عُمان .. وقال: “وسنحرص خلال المرحلة القادمة من عمر نهضتنا المتجددة، للانتقال بالأداء الحكومي من مستوى الحلول الاضطرارية إلى مستوى آخر أكثر ديمومة، يتم فيه إرساء مجموعة من الحلول الشاملة التي تضع النمو الاقتصادي والاستدامة المالية ورفاهية المجتمع في أول سُلمها”.
وأضاف سلطان عُمان خلال خطابه اليوم: “شاءت إرادة الله أن تتعرض بلادنا الحبيبة للأنواء المناخية عدة مرات، وحرصاً منا على توفير أقصى مستويات الحماية والرعاية لأبنائنا المواطنين والمقيمين؛ فإننا نوجه الحكومة بالإسراع في دعم وتطوير منظومة الإنذار المبكر، وتبني أفضل منهجيات التخطيط الحضري للحد من آثار هذه الأنواء”.
وتابع: “أن الارتقاء بعُمان إلى الذرى العالية من السمو والرفعة التي تستحقها لهو واجب وطني وأمانة عظيمة، وعلى كل مواطن دور يؤديه في هذا الشأن، ونهيب بأبنائنا وبناتنا التمسك بالمبادئ والقيم التي كانت وستظل ركائز تاريخنا المجيد، فلنعتز بهويتنا وجوهر شخصيتنا، ولننفتح على العالم في توازن ووضوح ونتفاعل معه بإيجابية، لا تفقدنا أصالتنا ولا تنسينا هويتنا”.
واختتم السلطان هيثم بن طارق خطابه لشعبه ب : “لقد كانت الجهود الوطنية المخلصة على الدوام محل إجلال واعتزاز لدينا، ونود في هذا المقام أن نسجل كلمة ثناء واعتزاز لكافة أجهزتنا العسكرية والأمنية على أدوارها الوطنية المشرفة في حماية الوطن والذود عن مصالحه وسيادته في كل زمان ومكان، مكرسين نفوسهم فداءً لكل شبر من هذا الوطن العظيم، ومنا كل التقدير والثناء لكل من أسهم ويسهم في بناء هذا الوطن العزيز ورفعة شأنه بإخلاص وتفان”.