كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
سجّلت شركة إيرباص للطائرات العامودية في عام 2021 إجمالي 419 طلب شراء (414 صافي طلبات) والذي يعد مؤشر قوي على تعافي نشاط الشركة وتجاوز الظروف التي سادت السوق في عام 2020، والتي تأثرت بشدة بالتداعيات الاقتصادية لأزمة كوفيد-19، علماً أنّ الشركة سجّلت إجمالي 289 طلب شراء / 269 صافي طلبات في عام 2020. وتعكس زيادة الطلب على الطائرات العامودية الخفيفة من طرازي H125 وH130 مدى التعافي في سوق الطيران المدني وشبه الحكومي.
وشهدت الشركة زخماً كبيراً من الدول التي تنشط فيها، مع تقديم فرنسا طلباً لشراء 40 طائرة عامودية من طراز H160 (النسختين المدنية والعسكرية)، وثماني طائرات عامودية من طراز H225M، واثنتين من طراز H145، بينما سجّلت إسبانيا طلباً لشراء 36 طائرة عامودية من طراز H135، واشترت ألمانيا ثماني طائرات عامودية من طراز H145 لصالح الشرطة البافارية. وارتفع عدد المروحيات التي جرى تسليمها من 300 في عام 2020 إلى 338 في عام 2021، مُعززة من حصة إيرباص للطائرات العامودية الأولية في السوق المدنية وشبه الحكومية عند 52% لتأكيد المكانة الريادية للشركة في هذا السوق.
وقال برونو إيفن، الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص للطائرات العامودية: “كان 2021 عاماً زاخراً بالالتزامات بالنسبة لشركة إيرباص للطائرات العامودية. ونؤكد تمسكنا بتطوير المنتجات والخدمات الجديدة الكفيلة بتلبية متطلبات عملائنا، مثل إطلاق خطة تطوير الطائرة العامودية من طراز H160M لصالح البرنامج المشترك للطائرات العامودية الخفيفة الخاص بالقوات المسلحة الفرنسية، فضلاً عن استحداث باقة HCare Сlassics الخدمية الجديدة للعملاء من مُستخدمي الطرازات القديمة من مروحيات الشركة”.
وأضاف: “قُمنا بتسليم أولى الطائرات العامودية من طراز H160 إلى شركة أول نيبون الجوية اليابانية. وتقع على عاتقنا مهمة الابتكار وريادة قطاع الطيران في مجال الاستدامة، وهذا ما دفعنا لبدء تنفيذ خطتنا باستخدام وقود الطيران المستدام واستكمال رحلتنا في مجال النقل الجوي داخل المدن من خلال الكشف عن مشروع سيتي إيرباص المتطور. وأنا فخور بجميع الفرق العاملة لدى الشركة والتي بذلت جُهداً جباراً لتحقيق جميع هذه الإنجازات. ومن شأن التزامهم بقيم إيرباص القائمة على العمل الجماعي والموثوقية والنزاهة أن يمكّننا من مواصلة العمل على ضمان استمرارية سلسلة التوريد وتقديم التحسينات الدائمة بهدف تسهيل عمليات عملائنا. كما أُعرب عن تقديري الشديد لمدى ثقة عملائنا بموظفي الشركة ومنتجاتها وخدماتها التي تُساعدهم على أداء مهامهم الرئيسية اليومية”.
وزادت الشركة عمليات تسليم الطئرات العامودية من طراز H145 خُماسية الشفرات في عام 2021، كما قامت بتسليم أول طائرة مُحدثة خماسية الشفرات من طراز H145 لصالح شركة دي آر إف لوفتريتونج، المُشغل الألماني لخدمات الإسعاف الطبي بواسطة الطائرات العامودية، في نهاية شهر مايو. واشتملت عمليات التسليم الرئيسية الأخرى على أولى طائرات H225M التي حصلت عليها سنغافورة في مارس، فضلاً عن أول طائرة من طراز H225M المُجهزة للأغراض القتالية لصالح البحرية البرازيلية، وأول طائرة من طراز NH90 TTN لقطر، والتي جرى تسليمها قبل الموعد المُحدد. وأمّا في أمريكا الشمالية، استلم الجيش الأمريكي أول طائرة من طراز UH-72B من مصنع إيرباص للطائرات العامودية في كولومبوس-مسيسيبي، ليُحقق أسطول طائرات لاكوتا أهم إنجازاته بتسجيل مليون ساعة طيران.
وتتضمن أبرز الطلبيات المُسجلة في عام 2021 طلبات لشراء 93 طائرة من طراز H145 و52 طائرة من طراز H160، بما فيها أول دفعة من طائرات H160M لصالح القوات المسلحة الفرنسية، إلى جانب عشر طائرات من طراز H160 للدرك الوطني الفرنسي، أول أجهزة إنفاذ القانون التي تقتني هذا الطراز. ومن جهة أخرى، وسّعت إيرباص للطائرات العامودية شراكتها مع شركة الطائرات المروحية في المملكة العربية السعودية، والتي أضافت 20 طائرة من طراز H145 وستة طائرات من طراز ACH160 إلى أسطولها المتنامي من الطائرات العامودية من إيرباص. وبدورها، شهدت الطائرات من طراز H225 بدايةً موفقة لعام 2021 مع قوات خفر السواحل الياباني، والتي تُعد واحدةً من أعرق عملاء إيرباص للطائرات العامودية على الإطلاق، حيث طلبت طائرتين إضافيتين لتعزيز أسطولها في شهر مارس.
وتُواصل مجموعة عروض HCare من إيرباص للطائرات العامودية استقطاب المزيد من العملاء الجدد والسابقين بفضل قيمتها المُضافة، مثل شركة إير ميثودز، التي وقعت عقداً إضافياً في شهر فبراير لشراء ثمانين طائرة من طراز EC135. وعزّزت الشركة باقة خدماتها المتوفرة خلال عام 2021 من خلال طرح HCare Classics، مجموعة الخدمات المخصصة والتي تستهدف أسطولها القديم والمكوّن من حوالي ألفي طائرة عاملة من طراز H120 ودوفين وبوما وجازيل. وتُمثل منصة HDataPower خير مثال على التزام إيرباص للطائرات العامودية الدائم بالتحول الرقمي واستثمار المزايا (توفير الوقت، وزيادة توافر الأسطول، وتحسين التكاليف) التي يُمكن تقديمها للعملاء من خلال الطائرات المزودة بنظام هيليونيكس بالاستفادة من البيانات التي تُولدها أنظمة الطائرات.
شكّل 2021 عاماً غنياً ومثمراً من حيث الابتكار وتحسين المنتجات لدى إيرباص للطائرات العامودية، حيث أتاح تحسين أداء الطائرة H125 الحصول على شهادات وكالة سلامة الطيران الأوروبية وإدارة الطيران الفيدرالية ليُتيح للمشغلين فرصة الاستفادة الكاملة من زيادة قوة الطائرة بنسبة 10% بفضل محركات Arriel 2D. وإلى جانب ذلك، أضافت الشركة طائرة H175M إلى محفظتها من المنتجات العسكرية، كما بدأت بتوسيع نطاق مزايا الطيران الخاصة بنظام VSR700 للطائرة بدون طيار، وذلك قُبيل التجارب البحرية المقررة عليه في وقت لاحق من العام الجاري.
وقطعت الشركة خلال عام 2021 أشواطاً كبيرة في خططها للتخلص من انبعاثات الكربون، حيث بدأت منصة فلايت لاب المخصصة للطائرات بأداء اختبارات الطيران على التقنيات الجديدة، بما فيها نظام دعم المحرك، والتي تهدف إلى تحقيق تحسينات في مجال السلامة، وتُمثل خطوة أساسية في الرحلة نحو اعتماد الحلول الهجينة. واتجهت إيرباص للطائرات العامودية إلى تشكيل مجموعة مُستخدمي وقود الطيران المستدام المخصصة لمجتمع الطائرات العامودية بهدف تسريع الجهود الرامية إلى نشر أنواع الوقود الحيوي، بينما بدأت الشركة باستخدام وقود الطيران المستدام خلال أنشطتها التدريبية واختباراتها على امتداد مواقعها الرئيسية في فرنسا وألمانيا، وأسدلت الستار على العام باختبار طائرة H225 المزودة بمحرك واحد يعمل بوقود طيران مستدام بالكامل. وشهد سبتمبر 2021 واحداً من أبرز الأحداث خلال قمة إيرباص، حيث استعرضت إيرباص للطائرات العامودية حلّ سيتي إيرباص المتطور، نموذجها التجريبي المبتكر حيادي الكربون والمصمم خصيصاً للرحلات الجوية داخل المدن. وتُعد المركبة الكهربائية بالكامل، والتي تستهدف سوق النقل الجوي داخل المدن، واحدةً من أبرز الأسباب التي تدفع إيرباص للطائرات العامودية لتعيين 500 موظف جديد خلال عام 2022.