لا أحد يعرف حتى الآن متى تضع الحرب الروسية الأوكرانية أوزارها وما يتخلف من ورائها من دمار شامل، وهل تتوسع الدائرة وتدخل دول عظمى كبرى مباشرة فى الحرب تقف بجانب الطرفين أم لا والذين هم بالفعل يساندون كلا الطرفين مساندة لوجستية ومن وراء الستار والعالم كله يعرف ذلك وبالأسماء.
وبلا شك، أنه سوف يترتب على هذه الحرب تغيرا جذريا فى خريطة العالم وفى موازين القوى الدولية، ولكن هناك تبعات مدمرة حدثت وسوف يستمر تأثيرها على المستوى الاقتصادى، وهو ارتفاع أسعار النفط وكذلك أسعار الذهب وكل المنتجات ومنها أسعار القمح والحبوب وغيرها، والذى سوف ينعكس تأثيره السلبى على كل دول العالم، وارتفاع موجة التضخم التى يعانى منها الكثير من دول العالم الآن بالفعل ومنها دول الوطن العربى ومصر.
والآن، ألم يحن الوقت يا عرب أن تتكامل الدول العربية والخليجية والدخول فى كيان اقتصادى عربى موحد قوى، وهى أن تمتلك من الثروات والموارد الطبيعية والمقومات الزراعية والأيدى العاملة والخبرات والكفاءات وذلك لإنتاج كل ما يحتاجه كل دول الوطن العربى من غذاء وغيرها من المنتجات دون الاعتماد على استيراد معظم احتياجاتها من دول الغرب والتبعية لها، والتأثر بأى ظروف خارجية مما يحدث الآن من جراء هذه الحرب المدمرة والتى لا يعلم مداها الا الله، ومتى تنتهى، وهل تصل إلى حرب عالمية ثالثة لا قدر الله تحرق الأخضر واليابس فى العالم كله.
ولذا لابد أن ينتهز قادة العرب هذه المحنة العالمية والبدء فى تنفيذ فورا هذا التكتل الاقتصادى العربى والذى يجب أن يشمل أيضا إزالة الحواجز الجمركية وإلغاء الازدواج الضريبى وتوحيد الإجراءات الحدودية لتسهيل حركة التجارة عبر الحدود، لتنشيط حركة التجارة البينية بين الدول العربية وإقامة السوق العربية المشتركة وتعزيز التعاون فى مجال النقل البحرى واللوجستيات والطيران والسياحة، وذلك سوف يؤدى بالتبعية إلى دفع عجلة الصناعة العربية للأمام مما يزيد من معدلات النمو فى دول الوطن العربى التى بدورها سوف تنعكس بالإيجاب على مستوى دخول المواطن العربى والحد من نسب البطالة التى يعانى منها الكثير من الشباب العربى.
وهذا التكتل الاقتصادى العربى إن وجد وإن شاء الله يكون قريبا، سوف يكون البداية لفكرة إنشاء جيش عربى مشترك للدفاع عن أى دولة عربية للحفاظ على ثروات ومقدرات الوطن العربى المنهوبة والمسروقة من بعض دول الغرب على مدار العقود الماضية وحتى الآن …. فهل يتم إنشاء هذا التكتل الاقتصادى العربى؟.. أتمنى ذلك.