كتب – عادل احمد
شاركت مصر، فى إطار عضويتها في التحالف الدولي ضد داعش، في الاجتماع الأول للمجموعة الفرعية الخاصة بإفريقيا التابعة للتحالف، والذى عُقد بروما يومي ٨ و٩ مارس ٢٠٢٢، ويأتي اتصالًا باهتمام التحالف بتعزيز جهود مجابهة أذرع تنظيم داعش التي تنامت أنشطتها في مناطق مختلفة من إفريقيا خلال الفترة الأخيرة، حيث شهد مشاركة واسعة من جانب الدول الإفريقية وشركاء التعاون الفني من أعضاء التحالف، والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية.
تناول الاجتماع تقييم التهديدات الإرهابية التى تتعرض لها الدول الإفريقية، وكيفية تعزيز التنسيق بين الآليات والمبادرات القائمة المعنية بمكافحة الإرهاب في إفريقيا، وسبل مواءمة برامج الدعم الفني المقدمة من الشركاء في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف والوقاية منهما مع أولويات واحتياجات الدول الإفريقية المعنية، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى مجموعات العمل الأخرى التابعة للتحالف لتعزيز دور مجموعة العمل الخاصة بأفريقيا فى مواجهة خطر الإرهاب بالقارة.
هذا، وقد أكد الوزير المفوض محمد فؤاد، مدير وحدة مكافحة الإرهاب الدولي بوزارة الخارجية، خلال مشاركته في الاجتماع على أهمية احترام مبدأ الملكية الوطنية لبرامج مكافحة الإرهاب المطبقة فى الدول الإفريقية، وهو ما يتعين معه أن تتسق أوجه الدعم الفني المقدم من الشركاء مع أهداف وأولويات تلك البرامج على نحو يساعد على تنفيذها. كما استعرض أهم برامج المساعدات الفنية المقدمة من الجهات المصرية المعنية فى هذا الصدد، وفى مقدمتها تلك المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية لتعزيز قدرات الدول الإفريقية فى مجالات مكافحة الإرهاب، حيث شارك متدربون من ٣٤ دولة إفريقية فى الدورات التى عقدت فى هذا الشأن خلال عام ٢٠٢١، فضلاً عن البرامج التدريبية التي قام بتنظيمها مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام خلال عام ٢٠٢١ وشارك فيها خبراء من ٢٤ دولة إفريقية، وذلك في موضوعات مكافحة الفكر المتطرف المؤدي إلى الإرهاب، وتحصين المجتمع من التطرف، وإعادة التأهيل والإدماج.
واستعرض كذلك الدور المتميز الذي تضطلع به المؤسسات الدينية، خاصة الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لدحض الخطاب المتطرف والتعريف بصحيح الدين، خاصةً من خلال مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف الذي يقوم برصد الفتاوى المنحرفة وتفنيدها باستخدام الأدلة الشرعية، وينشر اصداراته على شبكة الإنترنت بثلاث عشرة لغة، كما يقوم بتنظيم حملات توعوية لنشر صحيح الدين والترويج للفكر الوسطي المعتدل، معرباً في هذا الصدد عن ترحيب مصر بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة لمجابهة التهديدات الإرهابية المتنامية بالقارة.