عقيل: نذكر إثيوبيا بالتزاماتها الحقوقية بحماية اللاجئين الإريتريين على أراضيها وتأمين مراكز إيوائهم
غريب: ارتقاء التغيرات المناخية كأحد عوامل تنشيط الإرهاب في غرب أفريقيا أصبح مؤرقًا للغاية
كتب عادل احمد
ودّعت القارة الأفريقية ما يربو من 747 شخصاً كضحايا الإرهاب والأعمال العنيفة خلال شهر فبراير الماضي. جاء هذا في تقرير “عدسة العمليات الإرهابية في قارة أفريقيا” لشهر فبراير 2022، والذي أصدرته مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، علي هامش مشاركتها في فعاليات الدورة الـ 49 لمجلس حقوق الإنسان.
وفي خضم ذلك، كشف التقرير النقاب عن تزاحم العمليات الإرهابية وأعمال العنف في القارة الأفريقية واحتضانها ما يزيد عن (747) قتيلاً ناهيك عن الإصابات والانتهاكات الحقوقية؛ بما فيها الحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي والسكن والتنمية واللجوء ولاسيما ضد النساء والأطفال، الأمر الذي تجلت دلالاته في إقليم غرب أفريقيا المتصدر للعمليات الإرهابية للشهر الثاني على التوالي بعد تسجيله (389) قتيلاً بما يعادل (52%) من إجمالي عدد الضحايا ويزيد عن حصيلته في شهر يناير المقدرة بنحو (351) قتيلاً، لكن تغيرت الدولة المتربعة للمرتبة الأولى من نيجيريا في يناير إلى الكونغو الديمقراطية بعد حصدها (144) قتيلاً على مستوى القارة الأفريقية بواقع (19.2%) من إجمالي الضحايا. بينما استمرت الحكومة الأثيوبية في تجاهل تداعيات الحرب الأهلية في إقليمها الشمالي وأثرها على أوضاع حقوق الإنسان الأساسية هناك.
وتعقيباً على ما جاء في عدد هذا الشهر من التقرير، ذَكر أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أن تداعيات الحرب الأهلية في شمال إثيوبيا لا تزل مُؤرقة للغاية، وتُثير التساؤلات حول قدرة الحكومة الإثيوبية على حماية الفئات الضعيفة والمهمشة. وفي هذا السياق نوه “عقيل” على خطورة أوضاع اللاجئين في هذا الإقليم المضطرب.
ومن جانبه أوصي الخبير الحقوقي الدولي، الحكومة الإثيوبية بالوفاء بالتزاماتها الحقوقية بحماية اللاجئين داخل أراضيها وخاصة اللاجئين الإريتريين، الذين لازالوا في مرمى النيران والاقتتال، ناهيك عن تأزم أوضاعهم الإنسانية والصحية والغذائية وتعثر الاستجابات الإنسانية من الوصول إليهم.
وفي سياق التقرير، أكد سيد غريب؛ الباحث بوحدة الشؤون الأفريقية والتنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، بأن الناظر في الواقع الأفريقي ومتغيراته، يلمس زخماً كبيراً من الحواضن والمحفزات للظاهرة الإرهابية على كافة الأصعدة، خاصة مع ارتقاء التغيرات المناخية كأحد عوامل تنشيط الإرهاب. الأمر الذي يشتد في غرب أفريقيا الإقليم المتصدر للعمليات الإرهابية هذا الشهر.
ومن جانبه أوصي “غريب” حكومات غرب أفريقيا بتضمين تعريف إرهاب المناخ والعمل على وضع سياسات استباقية لمجابهة تداعياته الحقوقية الخطيرة، ولا سيما في نيجريا، النيجر، تشاد ومالي.
وجدير بالذكر أن القارة الأفريقية تنضوي تحت مظلة اهتمام مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان لاعتبارات عضويتها في الجمعية العمومية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الاتحاد الأفريقي، كما أن لديها صفة مراقب في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، وكونها منسقاً إقليمياً لشمال أفريقيا في مجموعة المنظمات غير الحكومية الكبرى بأفريقيا والتابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.