أما بعد..
فليتنا يا صديقي.
نحظى فقط ببعض نسيان..
أو هدأةٍ من غليان..
أو محضِ لحظةٍ، تسقطُ سهواً من قبضةِ الحزن..
فنمضي إلى غير رجعة..
إلى أزمنةٍ لا دموع فيها..
وأمكنةٍ بلا وجع..
إلى أريكةٍ لا تشكو الفراغَ كما نحنُ..
إلى رصيفٍ لا يعاني-مثلنا-بعثرةَ الوداعاتِ..
واحتمالات ما بعد الدموع من فواجع وهلع..
حينما تجف المنابع وما زالت بالقلب طعنةٌ لم نبكها بعد..
وبالحلق غصةٌ لم نمنحها حق السكوت لتعبر بسلام..
فليتنا يا صديقي نسااافر بعيدا..
إلى تلك اللا مبالاةِ التي لا نكوص بعدها، فنعود من ردة إلى ردة أشد..
إلى ذاكرة بلا ملامح..
لا تلك الذاكرة التي تتمرد في كل حين..
إلى غيابٍ كافرٍ جدا لا يعرف طعم الحنين..
إلى حُلمٍ صغيرٍ في ذاكرةِ طفلٍ..
ما زال يلهو بداخلنا..
لم يعرفْ أبداً ما أقدم عليه من خطيئة..
وصلتْ دونَ قصدٍ..
إلى حد الكبيرة..
تلك التي لا غفران بعدها يُرتجى..
ولا توبة تجدي..
انتهى..
نص خارج الإطار..
بقلمي العابث..