قـلـبـي يـصـلـي نـبـضُـه اسـتـغـفارا
يـــدعــو لـــهــا بــســريـرةٍ وجِـــهــارا
كــم طـفتُ حـول حـديثها بـسكينةٍ
أزداد صــمــتًــا يــنـحـنـي , ووقـــــارا
فـــي كــل صـبـحٍ رقـيـةٌ مــن كَـفّـها
كــــــــم ردَّدتْ بـــوداعــنــا أذكـــــــارا
مـــن أوّلِ الـمـيلاد تـسـقي عـمـرَنا
سـبـحانَ مــن جـعل الـدُنى أعـمارا
ذبـلـت سـنـينُ حـياتها , يـا لـهفتي
إذ كــنــتُ ألــمــحُ بـالـعـيون صَــفَـارا
سـهرتْ لـيالي الـخوفِ عند تأوّهي
كـــــم أيــقـظـتْ بـأنـيـنـها أســحــارا
رفعت أكف الضعف واستقوى الرَجَا
بـــعــضُ الـــدعــاء يــغــيّـرُ الأقـــــدارَا
سـهرتْ وكـان الـليلُ يـحملُ حـزنَها
والــلــيـلُ تـعـقـبُـهُ الــهـمـومُ نــهــارا
فــي رحـلـة الـدنـيا غـيـومُ مـسـافرٍ
بــدعـائـهـا كـــــان الــدجــى أنــــوارا
أنـا إنْ أسـافرْ فـي الـدروبِ معيشةً
قَـطَـعتْ بـشـوقِ لـقـائيَ الأسـفـارا
كــلُّ الـمـسافاتِ الـتـي قَـلَقي بـها
نــامـت بـحِـضـنِ حـنـانِـها اسـتـقرارا
سُـنـنُ الـحـياة بــأن نـواجـهَ غـيمَها
كــــم واجــهــت بـغـيـومِـنا إعــصــارا
إن قُـطّـعـتْ أغــصـانُ بـوحـي كـلـها
زرعـــتْ بـصـمـتي بـسـمةً وخـضـارا
ظَـلّـتْ خـطـاها إنْ تـعـبتُ بـرحـلتي
كـالـنـخلِ أركـــنُ عــنـدهُ اسـتـقـرارا
يــنـمـو حــنــانُ فــؤادهــا بــصـدورنـا
فــاخــضًّـر ضـــلــعُ صـــدورِنــا نُـــــوًّارا
الــســرُ أن تَــنْــأى بـحـزنـكَ صـامـتًـا
كــــم خــبًّـأت مـــن أجـلـنـا أســـرارا
وإذا بـكـتْ وقـفـتْ لـهـا فــي حَـيـرةٍ
عــيـنـايَ خــلــف دمــوعِـهـا إكــبــارا
وإذا لـمـحتُ سـكـوتَها غـامَ الـمدى
ذوًّبـــتُ بـوحـي فــي دمــي أفـكـارا
لا دارَ فـــي الـدنـيـا بـــدفء عـيـونها
إنــــي اتــخــذتُ عـيـونَـهـا لـــي دارا
فـلها مضيتُ , عزيمتي ضعفت هنا
فــــازدادَ ضـعـفـي عـنـدهـا إصـــرارا
لا قـلـبَ يـحـنو فـي الـحياةِ كـقلبها
صــارت (قـلـوبُ مـديـنتي أحـجـارا )
كـــم جَـمّـعـتنا فـــي مــرابـعِ حـبـها
نـلـهـو عــلـى صــدرِ الـحـياةِ صِـغَـارا
مـن أي قَـطْفٍ سوف نُهديها ؟ وقد
قَــطَــفَــتْ لـــنـــا أيــامَــهــا أزهـــــارا
كــم صـاحبتنا فـي صُـروف مـسيرنا
كـــــم عـلّـمـتـنـا بـالـتُـقـى الإيــثــارا
يــــا رب فــارحــم ضـعـفـها بـدعـائـنا
يـــــــارب واجــعــلـنـا بـــهـــا أبــــــرارا
يـــــا رب جــنـتـك الــتــي أعــددتَـهـا
واجــعــل لــهـا مـــأوىً بــهـا وقـــرارا
هـــي نـعـمـةُ الله الـتـي إنْ صُـنـتَها
صـــــارتْ حــيــاتـك كــلــهـا أقـــمــار