كتبت: سامية الفقى
استقبل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، وفدا من دولة تنزانيا، يعمل بمستشفى “أوشن روود” لعلاج السرطان، التابع للحكومة التنزانية، وذلك للتدريب في قسم العلاج الإشعاعي، وضم الوفد د. شاهد يوسف، رئيس وحدة الفيزياء الطبية، و د. نانزوكي موفونجي، رئيسة قسم العلاج الإشعاعي، وإدوارد ماجايشا، المعالج الإشعاعي.
وتحدث د. محمد سعد زغلول، رئيس قسم العلاج الإشعاعي بمستشفى 57357، عن التعاون العلمي الدائم بين المستشفى والوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا أن الوكالة تعتبر مستشفى 57 مرجعا معتمدا للقارة الأفريقية، ويتم استقبال وفود الدول والمتدربين من المستشفيات المختلفة، في قسم العلاج الإشعاعي، من خلال الوكالة، بواقع فريق واحد من كل مستشفى، يتكون من 3 تخصصات هي الأطباء، والفيزيائيين، ومعالجين الأشعة، يتم نقل الخبرة المصرية من خلالهم لدولهم.
وقال أن إشادة رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمستشفى سرطان الأطفال 57357، يضيف على عاتق المستشفى مسؤولية نقل الخبرات لدول القارة، مرتكزة على أحدث التكنولوجيا في العلاج والجراحة الإشعاعية، ويأتي ذلك في إطار الدور الوطني والمجتمعي.
تدريب الكوادر من أفريقيا
وقال د. هاني عمار، رئيس قسم الفيزياء الطبية بمستشفى 57357، أن التدريب ينقسم إلى شقين، هما النظري والعملي التنفيذي، حيث يتم التعرف على أحدث ما توصل إليه العلاج الإشعاعي، والتدريب على أحدث التقنيات في بروتوكولات العلاج، خلال فترة تصل إلى شهر ونصف، فبين الحين والآخر يستقبل المستشفى وفدين من دولتين مختلفتين، في توزيع عادل لدول القارة السمراء، وذلك لمنح الجميع فرص أكبر لتلقي التدريب.
وبما أن مصر الرائدة في أفريقيا، تساهم في نقل الخبرات الطبية والتدريبات العلمية، والتعليم المستمر للقارة، فإن ذلك يحقق الامتداد العربي الأفريقي، وكذلك تحقيق المعادلة الصعبة في التوازن بين الدقة والالتزام في الآداء، وتوفير أحدث التقنيات العالمية، والتقييم الدوري لتلافي الأخطاء، والاهتمام بالبحث العلمي، بما يحقق تميز وتنوع الخبرات المقدمة، لإحداث نقلة نوعية في مجال العلاج الإشعاعي على مستوى دول القارة.
الأبحاث الإكلينيكية
وخلال جولته بمستشفى 57357، تفقد الوفد التنزاني، وحدة الأبحاث الإكلينيكية، ورافقهم فيها د. محمد كمال، مدير الوحدة، والذي أكد لهم على أن بالقسم 16 مجموعة بحثية، مقسمة حسب التخصصات داخل المستشفى، ويكمن الدور المحوري لقسم الأبحاث في متابعة المريض، للتأكد من فعالية ونجاح نتائج رحلة العلاج، دون التدخل في كيفية تنفيذها، حيث أن هناك وقتا محددا لخطوات العلاج في بروتوكول كل علاج، سواء كان كيميائيا أو تدخلا جراحيا، وتأتي أهمية المتابعة نظرا لكثرة أعداد المرضى، وحتى لا يحدث أي سهو في أي من خطوات ومراحل العلاج، وهنا تأتي أهمية التقييم الدوري لتنفيذ البروتوكولات خلال رحلة العلاج، وكذلك المتابعة الدورية بعده، والتي تمتد لفترات تتراوح بين 3 و 6 أشهر ثم بشكل سنوي، لضمان عدم حدوث انتكاسة، أو ارتداد للمرض ثانية.
رحلة مريض
وأكدت د. شيماء عبدالعزيز، مشرف أول التطوير وجودة البروتوكولات العلاجية بقسم الأبحاث الإكلينيكية بالمستشفى، على العمل لمواكبة كل ما هو جديد في بروتوكولات العلاج العالمية، موضحة الدور الذي يقوم به فريق قسم الأبحاث الإكلينيكية في رحلة متابعة المرضى، بعد إتمام الفحص والتشخيص الدقيق داخل المستشفى، وظهور الرقم الخاص بكل حالة، وتسجيلها داخل سجل السرطان الخاص بمستشفى 57.
وقالت تختلف كل حالة عن الأخرى، بحسب الفحوصات الأولية القادم بها المريض، ويتم تحديد نوع السرطان كونه “دم” أو بأحد أعضاء الجسم “صلب”، أو يحتاج إلى تدخل جراحي من عدمه، موضحة أن هناك اختلافا في طرق العلاج الخاصة بكل نوع سرطاني.
عرض المحتوى التعليمي
وأطلع إسلام أبو بكر، مطور أعمال بقسم التعليم المستمر بمستشفى 57، الوفد التنزاني، عن مهمة القسم، والتي منها تطوير آداء العاملين، وتقديم الخدمات التعليمية للطلاب، أو الخريجين، أو ممارسي العمل المتخصصين، داخل وخارج المستشفى، وذلك من خلال دورات تدريبية مصغرة، يتم خلالها إتاحة المواد التعليمية على موقع تعليمي خاص بمستشفى 57، وتم عرض نماذج من العمل في طب أورام الأطفال، وكذلك مهارات غير طبية، منها التواصل الفعال، لنقل الخبرات المصرية في مجال التعليم المستمر.
وقال المطور التعليمي، يتم العمل عبر برامج عالمية، ويتم إعداد مقترح تعليمي، لعرضه على المختصين لطرحها للمناقشة والتقييم، للوصول لأفضل وأسهل طرق لعرض المحتوى التعليمي، بناء على الفئة المستهدفة، والوصول لأفضل الاستراتيجيات لتعزيز تجربة التعلم.
الصيدلي ودوره في العلاج
وداخل الصيدلية، اطلع الوفد التنزاني على دور الصيدلي الإكلينيكي، والذي يبدأ بمراجعة العلاج بدقة، والمرور على المرضى بكل الأدوار برفقة الاستشاري المختص بالحالات، حيث أن مهمته ليست صرف العلاج فقط.
وتم شرح وتوضيح دور الصيدلي داخل مستشفى سرطان 57، قائلا: يبدأ دوره من أماكن الرعاية الصحية للمريض بالمستشفى، ومتابعته بشكل يومي، للاطلاع على أي تحديث في جرعات الدواء، والمراجعة الدورية مع الاستشاري المختص، ونائب طبيب الأورام، لتقدير الخطة العلاجية، أو وضع أي تعديلات بها خلال فترة المتابعة، وتم تقديم عرض مختصر لدور الصيدلية بالمستشفى.
واطلع الوفد التنزاني على دور الصيدلي الإكلينيكي، كمرجع للطبيب من حيث جرعات الدواء وتوفيرها، أو إيجاد بدائل في حال عدم توافرها، كما يقوم بمراجعة الأعراض الجانبية، وتقييم المريض من حيث مدى الاستجابة للعلاج، ومراجعة الاستخدام الدوائي، وإرسال أي تعليمات جديدة للصيدلية الرئيسية لتحضير العلاج مرة أخرى، حيث تتلقى الجرعات المطلوب تحضيرها، من أماكن تواجد المرضى سواء من أطباء العيادات الخارجية، ويتم مراجعة الجديد بواسطة الصيدلي في الأدوار، ثم مراجعة الدواء ومطابقته بالبروتوكولات العلاجية المعتمدة بالمستشفى قبل الصرف للمريض من عدمه، وفي حالة وجود أي تعديل بالجرعات يرجع الصيدلي للطبيب المعالج أولا قبل صرفه للمريض.