لعن الله “الترند” الذي جعل البعض في حالة هوس يبحثون عن كل ما يستفز مشاعر الناس حتى يحققوا أعلى النسب في محركات البحث عبر الشبكة العنكبوتية لا يعبأون في ذلك بدين أو خلق أو مروءة ولا يشغلون أنفسهم بمدى معرفتهم بالصواب فيما يتحدثون فيه .
أحدهم خرج علينا ليعلن أن صلاة التراويح ليست سنة عن رسول الله صلوات الله عليه وتسليماته، ولم يصلها النبي في جماعة وأن استخدام مكبرات الصوت في صلاتها لون من إرهاب الناس والميكرفون لم يكن موجودًا أيام رسول الله حتى نستخدمة في الصلاة وماذنب الناس ليسمعوا هذا الازعاج الذي تحدثه صلاة التراويح في المساجد.
الغريب أنه تحدث بثقة لا يتحدث بها العلماء الحقيقيون متحديًا أن يأتي أحدهم بما يثبت أنها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحقيقة أن هناك من البشر من يكرهون الذين يلتمسون الصلاح في الالتزام الديني وتزعجهم المظاهر الدينية إزعاجا يصل بهم إلى فزع وخوف لا يستطيعون إخفاءه كالذي يتخبطه الشيطان من المس يقول تعالى في وصف هؤلاء :”وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) فهم لا يحبون رؤية المصلين في المساجد ولا مشهد الصلاة ولا مشهد المحجبات ولا أي مظهر ديني
وإذا عدنا إلى ما قاله أحدهم إن التراويح ليست سنة نقول له إن التراويح هي قيام الليل وقيام الليل كل صلاة بعد صلاة العشاء والله يقول لنبيه : “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا” وكان قيام الليل فرضا كما ذكر العلماء حتى نزل التخفيف بدليل الأمر القرآني “قم”
وحتى لا يقول: إن ذلك كان خاصًا بالنبي نذكره بقوله تعالى :إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ ” ولمن لايعرف فإن التراويح صفة لقيام الليل. أي أنهما شىء واحد.
ولأنه سبحانه وتعالى أعلم بخلقه وطاقاتهم فقد خفف عليهم وجعل قيام الليل اختياريا يقوم به القادر عليه وعلى قدر طاقته يقول تعالى : “عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ”.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صلى القيام جماعة ثلاث ليال متواليات” إذن هي سنه وصلاها الرسول صلوات الله وسلامه عليه جماعة” ثم أحتجب فلم يخرج في الليلة الرابعة ولما سئل قال : ” خشيت أن تفرض عليكم” فصلى الناس فرادى حتى جمعهم سيدنا عمر في جماعة لأن الخشية من أن تفرض على المسلمين انتفت. والسنة الفعلية كما هو معلوم هي كل فعل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة
ومن هنا فهي سنة نبوية وصلاتها في جماعة سنة أيضا فعلها النبي وإلا لما أقدم سيدنا عمر على فعلها .لكن هواة الترند واستفزاز المؤمنين لا يطيقون رؤية المسلمين مقبلين على الله في أيام النفحات