يتهافت هذه الأيام الكثير من الناس علي أداء شعيرة عمرة شهر رمضان المبارك، وهي من الشعائر التي يؤديها المسلم تقربا الي الله لنيل عفوه وغفرانه، ومحو كل ذنوبه وخطاياه، وطمعا في دخول جنته، وفيها صفاء للنفس وتطهير الروح وأمان الأفئدة وراحة النفوس، وتزول الهموم، وتتنزل الرحمات وتغفر الزلات، وتجدد الإيمان في القلوب، وأيضا لما لها من روحانياتها الخاصة، ولفظ كل ملذات الدنيا ومتاعها خلال الجلوس بجوار الكعبة ولمس أستارها هي والحجر الأسود والصلاة في محرابها والطواف حولها، و الارتواء من ماء زمزم الطاهر والصلاة ركعتين في حجر النبي إبراهيم.
ولكن هناك الكثير من الناس قد أدى هذه العمرة أكثر من مرة، وهى مطلوبة فى العمر مرة، وتسمى الحج الأصغر، وهي مثل الحج فرض على القادر المستطيع مرة واحدة في العمر، فمن زاد فتطوع ونافلة.
ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها الان وايضا العالم تأثرا بجائحة كورونا، لذا وجب علي المسلمين الذين أدوا شعيرة العمرة قبل ذلك ويستعدون لأدائها مرة أخرى بأن يوجهوا قيمة تكاليفها والتي تصل الآن إلى عدة الاف من الجنيهات الي سداد الديون عن المدينين والغارمين والمساعدة في تكاليف زواج اليتيمات والشباب غير القادر وعلاج المرضى وإغاثة الملهوف، وإنقاذ المضطر، والتصدق علي الفقراء والمحتاجين وإطعام الجوعى، حيث نحن الان في زمان الفاقة، وذلك أولى وأفضل يا سادة من نافلة العمرة، وهذا ينطبق على من أدى أيضا شعيرة الحج، وينوى أدائها مرة أخرى.
وعلينا جميعا أن نعلم أن الله ليس في حاجة للطواف حول بيته من شخص يشاهد حوله الكثير من الفقراء والمحتاجين والبائسين ولم يساعدهم ويمد يد العون لهم وازالة عنهم كربهم، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِمَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
وعلينا أيضا أن نعلم أن المليارات من الجنيهات التي تنفق في أداء شعيرة العمرة والحج النوافل لو تم توزيعها صداقات وإغاثة الملهوفين داخل الوطن سوف تحسن مستوى معيشة الكثير من الناس الذي يؤثر بالإيجاب علي زيادة الاستقرار الأسري والترابط الاجتماعي، وهذا بدوره يؤدي إلي أمن وأمان الوطن، بالإضافة إلى أن الإنفاق داخل الوطن سيؤدي أيضا الي زيادة في حركة وأداء النشاط الاقتصادي وتوفير العملات الصعبة وهذا تدعيما للاقتصاد القومي.