كتب عادل يحيى
تحرص وزارة الأوقاف المصرية على الدعوة إلى الله تعالى ونشرها في ربوع الأرض ؛ وحث الناس على العلم والتعلم لنشر الفكر المستنير ، وأن منهجها في الدعوة والعلم والإفتاء يتسم بالوسطية والاعتدال.
ولقد اهتمت وزارة الأوقاف المصرية بالأوضاع الراهنة ومستجدات العصر ، آخذة في الاعتبار المصالح والمفاسد فيما تتخذه من قرارات ، خاصة الحفاظ على النفس وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية ، ومن الأمور التي اهتمت بها وزارة الأوقاف المصرية في ظل الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا ” صلاة التهجد في البيت للرجال والنساء ” ، علمًا بأن وزارة الأوقاف لم ولن تمنع فرضًا ولا واجبًا ، وصلاة التهجد في البيت تصلى مع العائلة كما كان يفعل الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو والسيدة عائشة (رضي الله عنها) ، وأوصى بذلك الأزواج والزوجات بأن يؤدوها معًا في البيت .
والتهجد في اللغة: مصدر (هجد) ، واسم الفاعل منه (متهجد) ، والتهجد: بمعنى السهر ، فيقال: هجد الساهر أي: سهر الليل .
وفي الاصطلاح : هي صلاة النافلة أثناء الليل ، ومن ثم فإن كل صلاة يؤديها المسلم من أول الليل إلى آخره في رمضان أو في غيره تعد تهجدًا ، ومن أداها فهو متهجد ، واختلاف مسمياتها ما بين “التهجد” و “قيام الليل” و “التراويح” لا أثر له في المعنى، فكلها تدل على مدلول واحد وهو صلاة الليل ، قال (صلى الله عليه وسلم) : “من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة” (رواه أبو داود والترمذي والنسائي) .
وخير الهدي هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث ثبت عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت : (ما كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) (متفق عليه) .
وحكم صلاة التهجد: أنها سنة من السنن التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها .
وقد اختلف العلماء حول أداء صلاة التهجد في البيت أم في المسجد، فذهب الإمامان مالك والشافعي (رحمهما الله) إلى أن صلاة التهجد في البيت أفضل ؛ ليجعل لبيته نصيبًا من صلاته ، ولحث أهل البيت على الالتزام بأدائها ، مصداقًا لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القائل : “إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته فإن الله جاعل من صلاته في بيته خيرًا” (رواه مسلم) ، وعن زيد بن ثابت (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اتخذ حجرة – قال : حسبت أنه قال من حصير – في رمضان فصلى فيها ليالي ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه ، فلما علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال : قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلوا أيها الناس في بيوتكم ، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ” (رواه البخاري) .
ولم يثبت عن صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنهم اجتمعوا بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) للصلاة في آخر الليل .
ولأن الحفاظ على النفس مقصد من مقاصد الشرع الحكيم وهو مقدم على أداء النوافل ، علمًا بأن أمام الجميع سعة في صلاة التهجد في بيته وفي الذكر وقراءة القرآن فأبواب الخير واسعة .
كما أن الدولة المصرية ممثلة في مؤسساتها المعنية تحرص على حياة الناس وتأخذ بتعليمات وإرشادات أهل الاختصاص التي ما زالت تؤكد على ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية والوقائية وأخذ الحيطة والحذر .
والله الموفق