كانت تقرأ رواية عن الحب
عن الحلم
عن الغد المخبوء بين الأبد القادم
عن رجف القلب لحظة تلامس أنامل
عن جمر الوحدة
عن غصة عناق لم يتم
عن شاهق الوجد
عن حبيب تلتئم به
كانت تقلب الصفحات بنهم
وتتفحص السطور كطبيب يبحث عن منبع الآه
عن صخب الميلاد
لنقل أنها كانت تبتلع الرواية شغفا
تتدثرها في الليل
وتمارس وهج الصباح بشقاوة الزنابق
ثم ماذا
غفت…
فقط غفت حين أنهكتها الأحلام المعلقة_
_ على مشجب الترقب
وحين انتبهت
إذا بوجه تعلوه الجفوة يرقد جانبها
فزعت….
هل تسأله من أنت !؟
كيف تسللت لهذا القرب
ظلت تتأمل
تستنكر تلك الملامح
من هذا
منذ متى وأنا هنا
وأين روايتي…وحلمي…ووهجي
وأمنيات الأمس النابتة في إصيص لم أكف عن ريه
نهضت…
صفعتها صورتها بالمرآة
من تلك المرأة
أين الطفلة التي كنتها البارحة
متى كلل الأبيض مفرقي
عينيها..هالات بكاء من عهد قديم
شفتيها…كأن الضجر دق بهما وتدا
نبضها… هل استحال صبارة شجن !؟
على الطاولة دفتر مهترىء
يفيض بحبر قلبها
مسكوب فيه الكثير منها
غارقة في ألف كيف ومتى
ينتشلها صوت الغريب
نبرته البالية
وهو يتمطى سنواتها المسلوبة قهرا
يسألها في فتور
هل أعددتِ الفطور !؟