أتفق مع الزميل، والصديق عبدالرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة «الجمهورية»، فيما كتبه تحت هذا العنوان أمس فى مقاله تعليقا على حادث مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها الطالب القاتل، الذى لا يستحق مجرد ذكر اسمه، وإنما يستحق كل اللعنات، حتى ينال عقوبة الإعدام التى يستحقها، ولو كانت هناك عقوبة أشد لكان المفروض أن ينالها.
صحيح أن الحادث فردى، وأن الجريمة موجودة منذ خلق الله الإنسان، وسوف تظل موجودة حتى يوم القيامة، لكن يجب ألا تمر مثل هذه الجرائم البشعة مرور الكرام، وإلا فإن المجتمع سوف يتحول إلى غابة قاسية، ومزعجة.
الجريمة تمت فى وضح النهار، وأمام أعين المارة، وتلك هى بداية الكارثة، فالمصريون يتحلون دائما بالشهامة، والرجولة، وعزة النفس، ونصرة الضعيف.. فأين ذهبت كل هذه الصفات؟!
لقد شاهدت الفيديو، ولا أدرى من صوره، فمن صاحب الفيديو؟، ولماذا وقف يصور، ولم يتدخل لإنقاذ الضحية؟!
ربما تكون الإجابة أنه غير قادر على ذلك، لكن يبرز السؤال التالى: لماذا لم يُطلق حتى مجرد صرخة لإنقاذ الضحية، ويلفت انتباه المارة؟.. وهذا أقل رد فعل إيجابى منه.
على الجانب الآخر، فلقد قام أحد الشباب، الذى يستحق التكريم، بمطاردة الجانى، والقبض عليه، لحين حضور الشرطة، وهو فعل إيجابى يؤكد أن للشهامة، والرجولة، والخير بقية لدى قطاع كبير من المصريين، وهو ما يجب ترسيخه، وتقويته لديهم جميعا.
طالبت من قبل ـ وأكرر ـ بضرورة إطلاق «ثورة ثقافية» جديدة فى المجتمع المصرى؛ لترسيخ المفاهيم، والقيم الإيجابية، ومطاردة القيم، والمفاهيم السلبية فى مختلف المجالات.
المجتمع المصرى تعرض لهزات عنيفة خلال العقود الخمسة الماضية، واختلطت مفاهيم كثيرة لدى قطاع كبير من المواطنين، وللأسف انتشرت أعمال فنية رسخت تلك المفاهيم السلبية من البلطجة، والفتونة، والفهلوة، والثراء الحرام.. وغيرها من تلك المفاهيم الشاذة، والخاطئة.
«الثورة الثقافية» ضرورة لا تقل أهمية عما نشهده الآن من «ثورة تنموية»، و«اقتصادية»، لأنها «الحامى»، و«الضامن» للحفاظ على كل الإنجازات الحالية، والمستقبلية، والأهم أنها «ضرورة حياة» للمجتمع المصرى، والحفاظ على تقاليده النبيلة من الانقراض، والتشويه.