بحضور وكيل الأزهر وأمين عام المجمع
«الضويني»: الأزهر تحمّل رسالة حفظ الدين والوقوف بجانب الناس ورفع الحرج والتيسير عليهم.
«عيّاد»: نركز على الوعي الإنساني والدعوة للاعتدال والتوسط هو الحل لتيسير الزواج
كتب عبد العزيز السيد
نظمت منطقة وعظ القاهرة لقاء تعريفيًا بمبادرة «لتسكنوا إليها»؛ التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية لمواجهة المغالاة في تكاليف الزواج، وذلك بمدينة الشروق، وبحضور د. محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، د. نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، د. سعيد عامر، د. أسامة الحديدي، الشيخ شريف أبو حطب.
وقال وكيل الأزهر د. محمد الضويني خلال كلمته، إن مبادرة «لتسكنوا إليها» نبتة طيبة شاءت إرادة الله –تعالى- أن تُغرس حتى تنبت ويكون لها القبول الحسن بين أبناء المجتمع المصري كله، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف حباه الله – سبحانه تعالى- بحمل رسالة حفظ هذا الدين والقيام على أمره وتحقيق ما أمر الله به من إسعاد البشرية ليس في الآخرة فقط وإنما في الدنيا والآخرة.
أضاف وكيل الأزهر أنه عندما حمل الأزهر هذه الرسالة أدرك علماؤه وشيوخه أن على الأزهر واجبات منها: أن يكون بجانب المسلمين في شتى البقاع والأصقاع وكذلك في مصر العامرة، وأن يعمل على تحقيق آمال هذه الأمة ورفع آلامها، فيعمل على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية التي قامت على رفع الحرج ودفع المشقة والتيسير، وكان من فضل الله علينا في هذه الحقبة المباركة أن تولى مشيخة الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب -حفظه الله-، والذي كان لديه قبولًا حسنًا لدى الناس جميعا ليس في مصر فقط وإنما في العالم الإسلامي كله.
كما أكد «الضويني» أن توجيهات فضيلة الإمام الأكبر واضحة لمواجهة المشكلات المجتمعية، والعمل على حلّها؛ فكانت تلك المبادرات والتي من أهمها مبادرة «لتسكنوا إليها» ومبادرة الدعم النفسي لشبابنا «أنت غال علينا»، وكذا برامج التأهيل الأسري، فهذه وإن كانت تسمى مبادرات إلا أنها في الحقيقة مبادئ تُكشف للناس ويسلط عليها الضوء حتى يأخذوا بها.
كما أوضح وكيل الأزهر أن مبدأ التيسير في الزواج أوضحه النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما بيّن أن أيسرهن مهرًا أعظمهن بركة وقد جعل الله تعالى في قرآنه أن الزواج سبب في الغنى، وببعدنا عن منهج الله وعن منهج الوسطية جعلناه سببًا للفقر؛ لذا نجد الصحابة -رضوان الله عليهم- فهموا ذلك كما أراده الله تعالى، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عجبت لمن لم يتخذ الغنى في النكاح، لافتًا إلى أننا حوّلنا الزواج الذي هو سكينة ورحمة بتصرفاتنا وبمبالغاتنا وببعدنا عن منهج الله إلى سبب للفقر والعسر، ثم تكون المشكلات فنأتي بمبادرة أخرى للم الشمل لذا علينا أن نتصدر للواقع ومشكلات الناس؛ فنحمي المجتمع من العنوسة والتي تأتي نتيجة لمقدمات مغلوطة، ومن ثم عدم الاستقرار النفسي للشباب، فتنتج مصائب في المجتمع كالانتحار وهذا لم نسمع به من قبل، وسبب ذلك أننا قلدنا غيرنا وحاكينا غيرنا فابتعدنا عن منهج الله، والحل هو الرجوع إلى تعاليم ديننا وثقافتنا وفطرتنا.
من جانبه قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، إن هذا اللقاء يكشف عن جملة من الأدوار المهمة التي يقوم بها الأزهر الشريف من باب أداء الأمانة والقيام بالرسالة التي شاءت الإرادة الإلهية أن يقوم بها الأزهر بكل قطاعاته؛ حيث يعمل على الاشتباك بقضايا الواقع ومشكلات المجتمع؛ إذ إن هذا الجانب من الأمور المهمة التي يركز عليها، ومن ثم كانت هناك الكثير من المبادرات التي أطلقها الأزهر تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب –شخ الأزهر- بضرورة الاشتباك مع قضايا الواقع ولعل من أبرز هذه القضايا الزواج.
وبيّن عياد أنه لا يخفى على أحد أن الزواج سنة من سنن الأنبياء وشريعة دعا إليها الأتقياء، ورغّب فيها الإسلام وشجّع عليها لما فيها من بقاء النوع الإنساني ولما فيها من استمرار العدل في تحقيق الاستخلاف لله سبحانه، ولما فيها من مداومة العمارة في هذا الكون، مشيرًا إلى أننا عندما ننظر في الواقع الذي نحياه سوف نجد قضايا أصبحت مشينة في هذا العصر، والدليل على ذلك العزوف وإما العنوسة وإما تأخر سن الزواج، ومرد هذه الأمور ترجع إلى سبب وجيز ينحصر في الجانب المادي الذي يقع على كلا الطرفين مع أهل الزوجين.
أوضح الأمين العام أن الزواج الذي جعله الله -تبارك وتعالى- آية من آياته الذي يلزم عنها المودة والرحمة، أصبح نتيجة هذه الأفعال بعيد المنال لكثير من الشباب نتيجة العبء المادي الذي يقع على كاهل العروسين بسبب التمسك بعادات وأعراف احتكمنا إليها أكثر من احتكامنا لشرع ربنا -تبارك وتعالى-، ومن ثم كانت هذه المبادرة التي يقوم عليها الأزهر من خلال وعاظه وواعظاته والتي تهدف إلى الرؤية الصحيحة لحقيقة الزواج وما ينبغي أن يتوفر له وما ينبغي أن نغض الطرف عنه من أمور، سيما وأن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة النّد بالند وإنما هي علاقة الإنسان بالإنسان لتحقيق مغذى إنساني ومبنى إنساني يلزم عنه الاستقرار بالنفس، والمحافظة على النسل وعمارة الكون وتحقيق الاستخلاف في هذا الكون.
أكد عيّاد أننا من خلال هذه المبادرة نركز على الوعي الإنساني؛ لأن الإنسان منا عندما يفكر بعقله سوف يجد أن المقصد الرئيس الذي يسعى عليه هو ما يتعلق بتحقيق السعادة سواء لابنه أو لابنته وليست السعادة بكثرة المال، ولا بتعدد الأنواع في الجهاز وإنما نتحدث عمّا يحقق الحد الأدنى لهذه السعادة، ثم بعد ذلك استكمال بعد ذلك من أمور سهلة بسيطة وذلك وفق توجيهات الإسلام؛ فالتيسير لا يقلل من شأن المرأة، فالاعتدال والتوسط هو الحل لتيسير الزواج، ومنع العنوسة والعزوف عن الزواج.