اكثر بشاعة من الجريمة يخلق تعاطف مع الجانى ويحوله الى ضحية
رسالة محكمة جنايات المنصورة للمشرع بتنفيذ حكم الاعدام فى قاتل نيرة وامثاله على الهواء كاداة ردع لحماية المجتمع من مشاهد الذبح التى انتشرت فى المجتمع مؤخرا فى وضح النهار بواسطة المهووسون ببث العقاب على الميديا اسوة ببث الجريمة، لتحقيق الردع العام مستشهدة بالاية الكريمة ويشفِ صدور قـوم مُؤمنين ويُذهِـبْ غيظَ قلوبهم التى ايدها البعض يراها اخرون استجابة لقانون الثأر فى العقاب
فتحنا الملف وسالنا الخبراء عن راى القانون والاعلام وعلماء النفس والاجتماع فى تلك المطالبات وتاثيرها على المجتمع
اعداد: عبده زعلوك
عميد كلية حقوق المنوفية الأسبق:
تاثيره سلبى وانتهاك لحرمة الموت
يخالف احكام قانون العقوبات التى تنص على التنفيذ بمكان مستور
اكد د. محمد سامى الشوا عميد كلية حقوق المنوفية الأسبق ان مطلب محكمة جنايات المنصورة بعلنية جلسة الاعدام الذى نادى به البعض لن تفيد المجتمع فى شىء مشيرا الى ان عدم جواز إذاعتها وفق ما نصت عليها المادة 474 من قانون الإجراءات الجنائية: تنفيذ حكم الإعدام إجراء خاصا في تنفيذ العقوبة في أحد السجون العمومية، فى مكان مستور فى المؤسسة العقابية او السجن الذى ينفذ به عقوبة الاعدام بحضور وكيل النائب العام ومأمور السجن، وطبيب السجن أو أي طبيب آخر ينتدبه السجن
اضاف ان الردع فى الحكم بالاعدام وليس فى علنية التنفيذ فى ميدان عام او اذاعة جلسة الاعدام على الهواء مشيرا الى ان علنية اعدام الجانى فى جرائم القتل يخالف احكام قانون العقوبات التى تنص على تنفيذ عقوبة الاعدام فى مكان مستور
اوضح ان إذاعة حكم اعدام قاتل طالبة المنصورة على الهواء يتطلب إصدار تشريع جديد من مجلس النواب بتصديق من رئيس الجمهورية مشيرا الى ان مطلب المحكمة يعد توصية قد يأخذ بها المشرع وقد لا يأخذ بها
اشار الى ان وجه نظر المحكمة ومن ايدها تشبع اعتبارات الردع العام واشباع رغبة الانتقام لدى اهلية المجنى عليه والمجتمع لكننا امام نص قانونى لا جدل فيه لكن ان نقوم بتعديل تشريعى لتنفيذ عقوبة الاعدام علنا هذا لا يتفق مع احكام القانون الوضعى
لفت الى ان الدول التى تطبق الشريعة الاسلامية وتنفذ القصاص علنا فى حضور اصحاب الدم وغيرهم تبيح الاضطلاع على تنفيذ العقوبة وتنفذ فى اماكن عامة لم تساهم فى الحد من الجريمة فالجرائم تحدث فى الدول التى تطبق الشريعة الاسلامية
اكد ان الاعدام فى مكان عام او مذاع غير مالوف للشعب المصرى وسيكون تاثيره سلبى عندما ترى شخص يحال الى جثة امامك خلال ثوان وانتهاك لحرمة الموت
قال ان العقوبة وقد نفذت ما الفائدة من انتهاك حرمة الموت مشيرا الى انه من الممكن عمل موائمة لنشبع اعتبارات الانتقام والتشفى من الجانى بان نذيع جلسة اجراءات حكم الاعدام اثناء تلقينه الشهادة من رجل الدين وما يريد قوله ووصيته فبعضهم يحس بالندم ويطلب الغفران من اهل الضحية، وقبل تنفيذ حكم الاعدام حتى دخوله غرفة الاعدام يتم قطع الارسال
لفت الى ان هذا المشهد سيكشف عن سيكولوجية المتهم ورد فعله ولغة الجسد سنجد محللين ينقلو للجمهور تاثيرات استقبال المذنب للتنفيذ
……………………………………
الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون:
يتنافى مع حقوق الانسان فى الموت بكرامة
يؤثر سلبا على صورة مصر فى الخارج
يؤكد د. سامى الشريف الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وعميد اعلام القاهرة الاسبق ان المطالبات باذاعة جلسة اعدام المتهم بقتل طالبة المنصورة تتنافى مع حقوق الانسان مشيرا الى أن تنفيذ حكم الإعدام علانية في مثل هذه الجرائم يمثل إخلالًا بحق الجاني في الموت بكرامة بینما هدف العدالة الأول تنظیم وإصلاح أفراد المجتمع
اضاف ان اعدام المتهم على شاشات التلفزيون يتنافى مع مبادىء وقيم الاعلام ومواثيق الشرف الاعلامى ولن يعود يفيد المواطن اعدام مذنب على الهواء مشيرا الى ان تلك المطالبات لن تتحقق ليس لانها تتنافى مع القانون المصرى فقط كما انها لاتتفق مع الاخلاق ولا القيم
لفت الى ان اعتقاد البعض ان نشر اعدام الجانى علنا نوع من الردع لمن يفكر فى ارتكاب مثل هذه الجرائم خطا مشيرا الى ان كان هذا حقيقى لما كان هناك جرائم فى الدول التى تطبق الشريعة الاسلامية وتنفذ القصاص فى المتهمين على مراىء ومسمع من الجمهور، فى السعودية يشهد الاعدام اهالى الضحية وغيرهم وليس تصوير فقط ولم تتوقف الجريمة
اوضح ان الجريمة استمرت وستستمر طالما الانسان موجود لانها جزء من حياة تكوين البشر مشيرا الى ان تصوير الاعدامات يعد تنكيل بجثث الموتى وسيترك اثارا سلبية لدى النشىء والاطفال والنساء والمجتمع المهم ان المتهم اذا ثبت ادانته ياخذ جزائه
نوه الى خطورة تداعيات بث عقوبة الإعدام، وما قد تحمله من آثار سلبية على صورة مصر في الخارج ففى الوقت التى تناضل فيه منظمة العفو الدولية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم خاصةً مع تنامي اتجاه عالمي يرفضها وترصد منظمة العفو الدولية استخدام عقوبة الإعدام بالنسبة لجميع البلدان، وتساءل الحكومات التي تواصل استخدامها وتصفها بالقاسية واللاإنسانية والمهينة، نبثها على الهواء!!
قال هذا فضلًا عن ما يحدثه هذا البث من آثار نفسية واجتماعية سيئة على شرائح عديدة من المجتمع، غير الآثار السلبية المتعلقة بأهل الجاني وأقاربه ومطاردة منظر الشنق لهم مدى الحياه كما أنه يؤدي إلى توسيع دائرة العنف فى المجتمع ، بينما يكفي الإعلان عن تنفيذ الإعدام لتحقيق الردع المطلوب
……….
استشارى الطب النفسى: ايجابى وسلبى
لن يمنع الجريمة ويصيب كثيرين باضرابات نفسية
يتنافى مع قيم المجتمع ويوسع دائرة العنف
اكد د. جمال فرويز استشارى الطب النفسى ان اذاعة جلسة اعدام قاتل نيرة يحمل شق ايجابى واخر سلبى ويجب عمل موازنة بين الاثنين الشق الايجابى هو ردع لكل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة ورسالة لكل مجرم هذا ما سيحدث لك فى حالة الاعتداء على اى روح مستقبلية سواء كانت ست او بنت اوراجل ده مشيرا الى انها ستكون ذكرى اليمة للجميع وتعلق بالاذهان افضل مليون مرة من مجرد خبر منشور عن الاعدام
اضاف ان بث اعدام قاتل نيرة سيساعد فى تقليل الجريمة لكنه لن يمنعها وان كان الردع سيمنع ما كنا وجدنا فى السعودية جرائم حيث انها تطبق احكام الشريعة الاسلامية باقامة الحد وقطع الرقبة فى حضور اهل صاحب الدوم وغيرهم فى العلن ويصور المذنب ويذاع تنفيذ الحكم ومع ذلك لم تتوقف الجريمة ويوسع دائة العنف
لفت الى الشق السلبى فى اذاعة تنفيذ حكم الاعدام سيؤدى الى تاثر فئات كثيرة من المجتمع وخصوصا الشخصيات العصابية والاطفال
اشار الى ان الفضول سياكل الجميع عندما ينفذ حدث كهذا فى مصر سيتم توثيقها ويبحث عنها الاطفال وهو ما قد يتسبب لهم فى اضرار نفسية الى جانب الاشخاص العصابيين ذوى الميول العصابية الوسواسييين والاكتابيين، هؤلاء عندما يشاهدوا هذا المنظر مجرد ما يروه يتاثروا به ويصيبهم باضطرابات فى النوم والطعام بخلاف الرهبة والخوف من التعامل مع الناس تحسبا من الاتهام ظلم فى جريمة قتل وتنفيذ الاعدام فيهم كما حدث مع المذنب بقتل نيرة، ستجد ناس كتيرة جدا تعانى من هذا الموضوع
اوضح ان البديل المناسب الذى يحقق الردع الذى يبغيه القاضى والمجتمع هو ان تتم المراسم بصورة طبيعية من كاميرا التليفزيون حتى لحظة تنفيذ حكم الاعدام بدخول القاتل غرفة الاعدام وتصوير المشنقة قبل ان يدخلها وهو يرتدى بدلة الاعدام الحمراء البعض سيتاثر بها لكن اقل ضررا من ان يروا شخص تزهق روحه معلق على مشنقة، خاصة ان هناك اطراف ليس لها ذنب سيلاحقها المنظر لسنوات وهو اهل الجانى ليس لهم اى ذنب وسيكون تاثير ذلك عليهم صعب جدا
………………………
استاذ التخطيط والسياسة الاجتماعية:
تصوير الاعدام اكثر بشاعة من الجريمة
يخفف آلام أسر الضحايا ويخلق ضحایا جدد وتفاقم معاناتهم
رفض د. مخلص بليح استاذ التخطيط والسياسة الاجتماعية مطالبات اذاعة جلسة اعدام قاتل نيرة مشيرا الى ان المشهد سيكون اكثر بشاعة من الجريمة ولن يتحمله الكثير من المواطنين
اضاف ان بث اعدام الجانى سياتى بنتيجة سلبية سيجعل البعض يتعاطف مع القاتل لان المنظر سيكون صعب ومؤلم وقد وجدنا ذلك فى بث جلسات المحاكمة البعض تعاطف مع المتهم ومنهم من طالب بالتبرع بالدية ومحامين تبرعوا للدفاع عنه!!
اوضح اننا اذا فتحنا هذا الباب سنجد مطالبات كل يوم باذاعة الاعدامات وهذا امر مخالف لحقوق الانسان سيجعل المجتمع الدولى ينظر لنا نظرة سيئة
قال ان من يعتقدون ان اذاعة تنفيذ الحكم سيكون فيه ردع لكل من تسول له نفسه بارتكاب جريمة هو مفهوم خاطىء مشيرا الى ان عقوبة الاعدام هى الردع فان لم يخشى المتهم من العقوبة فما قيمة اذاعة التنفيذ
اشار الى ان بل بالعكس ممكن ان نجد مجانين السوشيال ميديا ومجانين الشهرة يرتكب جريمة حتى يعدم امام الشاشات
اكد ان البلدان التي تطبق عقوبة الإعدام علنا، لم تختف بها الجريمة بعضها لديه معدلات جرائم أعلى من تلك التي ألغت عقوبة الإعدام مشيرا الى ان العدید من الدراسات تؤكد أن العنف يؤدي إلى العنف وان مشهد الاعدام من اقوى مشاهد العنف
نوه ان اضافة عقوبة بث الاعدام على الهواء بجانب عقوبة الاعدام وإن كانت تخفف من آلام أسر الضحايا لكنها تؤدي إلى ضحایا جدد وتفاقم معاناتهم وهم اهل الجانى
اوضح ان العبرة لاى مجرم فى الخوف من العقوبة وليس علانيتها مشيرا الى ارتفاع حوادث الانتحار بعد نشر تفاصيلها
……………………………..
حيثات اعدام قاتل نيرة وطلب تنفيذ الإعدام على الهواء
سطرت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري حيثيات حكمها بالإعدام شنقا للمتهم محمد عادل قاتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة رسالة للمشرع في تنفيذ الإعدام على الهواء
نوهت الى انه قــد شاعَ فى المجتمع مـؤخرا ذبح الضحايا بغَـير ذنب جهارا نهارًا والمَهوسُـونَ بالمِـيديا يـَبثُون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهَـــلعًا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــعْ بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا
والأمر الذي مَعه تهيب المَحكمة بالمشرع، أن يتَـناول بالتعديلِ نَصَ المادةِ الخامسةِ والستين، من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعي المُنظمةِ لتنفيذِ عقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مصورة على الهواءِ، ولو في جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدء إجراءاتِ هذا التنفيذ فقد يكون في ذلكَ، ما يحقـق الردعَ العامَ المبتغَى الذي لم يَتحَقـق – بَعـد – بإذاعة مَنطوق الأحكام وَحــدَه. ” ويَشفِ صُدورَ قـومٍ مُؤمنين ويُذهِـبْ غيظَ قلوبهم “
……………………………………..
اذاعة مرتكبى مذبحة مدينة نصر واعدام عشماوى
في ابريل 1988 بث التلفزيون المصرى بناء عن قرار رئيس الجمهورية وقتها، قضية رأي عام، عرفت اعلاميًا بـ”مذبحة مدينة نصر”. وتم تنفيذ حكم الإعدام على 3 مذنبين بقتل المجني عليها نانيس أحمد فؤاد وطفليها، في عام 1997 حيث ارتكب المتهمون الجريمة بدافع السرقة وقتلوا السيدة وطفليها.
كما عرض التلفزيون المصرى ايضا صورًا ومشاهد من إعدام الإرهابي هشام العشماوى وهو معلق على حبل المشنقة
……………..
اسرة المتهم تنتظر الرحمة
فبينما تناشد المحكمة المشرع تنفيذ حكم الاعدام على الهواء وكذلك اسرة المجنى عليها نيرة، تامل اسرة المتهم فى تخفيف العقوبة فى محكمة النقض من الإعدام إلى السجن لعدة سنوات كونه ضحية الاستغلال وهو ما دفعه لارتكاب جريمته