أرقبه منذ اليوم الذى أتي فيه الحى فهو رجل سبعينى يعيش وحيدا ، هادئ الطبع ، قليل الكلام مما يمنحه كثيرا من الغموض المحمود
إنها حالة.جذبت بنات أفكاري وجعلت عقلى لا يتوقف عن التفكير فيه وفي يومياته خاصة في المساء حين يصاحب مذياعه في رحلة كلثومية يردد معها “وتفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عذاب”. وتحبو أصابعه مرتعده لتزيل سيلا مندفعا من الدموع كاد يفسد فنجان قهوته
وعلى المنضدة تتناثر بعض الصور يلتقطها بيدين مرتعشتين بين الحين والحين يسترجع معها ذكريات قطار الزمن الذي ولى
لم أشعر بنفسي ولا كم من الساعات مضى وأنا فى أرقبه بشغف حتى خرج للنافذة يقاوم وحدته وينظر للعالم الخارجي ودبيب الحياة فيه و كأنه يمر من تحت قدميه وظلمة الليل التى التهمت أفراحه معها.
لم أدر كم غفوت لكنني استيقظت لأرى شعاعات الشمس تداعبني و تشرق بأمل جديد.. أرى فيه حياة لهذا الرجل..
أسرعت للنافذة أراه فإذا به يتوكأ جدران الدرج ه ليخرج للنور.. يستقبل الصباح بابتسامة ما بين اليأس والرجاء حتى اختفى عن ناظرى تماما ولاأدري إلى أين يذهب
وفي المساء يعيد كرته مره أخرى مع قهوته وصوره وأغانى كوكب الشرق
لكن هناك شيئا ولد فيه وهو العمل في شروق جديد وحياة جديدة حتي لو كانت تمر من بين يديه ..أدركت حينها لماذا أحببت ذلك السبعيني
قصة بقلم : أسماء عبد الحميد