ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع من مسجد فاطمة الزهراء
ويؤكد :
لهذه المرحلة من عمر الإنسان حقوقًا كالتعليم ورعاية المواهب
مدير مديرية أوقاف القاهرة :
شكر الله سبحانه على الأولاد يكون بحسن التأديب والتربية الصحيحة
كتب عادل احمد
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع من مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر بالقاهرة اليوم الأربعاء 17 أغسطس 2022م، تحت عنوان: “حق الطفل في الرعاية الشاملة”، حاضر فيها الدكتور/ محمد عزت محمد أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور/ خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، وقدم لها الدكتور/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ/ خالد الشيخ قارئًا، والشيخ/ محمد عبد التواب مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ/ عبد الباسط عمارة مدير إدارة شرق مدينة نصر بالقاهرة، والشيخ/ ربيع غازي مفتش بإدارة شرق مدينة نصر بالقاهرة، والشيخ/ محمود الأبيدي إمام المسجد، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته وجه الدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشكر لوزارة الأوقاف لاختيار هذا الموضوع الهام وإطلاقها مبادرة حق الطفل التي تعنى بحقوق الطفل، مشيرًا إلى أن الإسلام اعتنى بالطفل بداية من حسن اختيار الزوج والزوجة، يقول سبحانه: “رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”، كما أن الإسلام جعل لهذه المرحلة من عمر الإنسان حقوقًا؛ منها الحق في التعليم، فالتعليم عبارة عن عملية شاملة من تقديم معلومات نافعة وتنمية مواهب ورعاية ملكات، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) مع انشغاله بمهمات رسالته إلا أنه كان يهش ويبش مع الأطفال، فعن شداد الليثي قال: خرَجَ علينا رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) في إحدى صَلَاتَيِ العِشاءِ، وهو حامِلٌ حسنًا أو حُسينًا، فتقدَّمَ رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، فوضَعَه، ثمَّ كبَّرَ للصَّلاةِ، فصلَّى، فسجَدَ بينَ ظَهْرَانَيْ صلاتِهِ سجدةً أطالَها، قال أَبِي: فرفَعْتُ رَأْسي، وإذا الصبيُّ على ظَهرِ رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) وهو ساجِدٌ، فرجَعْتُ إلى سُجودي، فلمَّا قضَى رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، قال الناسُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ سجَدْتَ بينَ ظَهْرَانَيْ صلاتِكَ سجدةً أطَلْتَها، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه قدْ حدَثَ أمْرٌ، أو أنَّه يُوحَى إليكَ، قال: “كلُّ ذلكَ لم يكُنْ، ولكنَّ ابْني ارْتَحَلَني، فكرِهْتُ أنْ أُعْجِلَهُ حتَّى يَقضيَ حاجتَهُ”، وعن بُريدةَ، قالَ : خطبَنا رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ)، فأقبلَ الحسنُ، والحسينُ (رضيَ اللَّهُ عنْهما)، عليْهما قَميصانِ أحمرانِ يعثُرانِ ويقومانِ، فنزلَ فأخذَهما، فصعِدَ بِهما المنبرَ، ثمَّ قالَ : “صدقَ اللَّهُ: “إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ”، رأيتُ هذينِ فلم أصبِرْ، ثمَّ أخذَ في الخطبةِ”.
كما أكد على وجوب منح الطفل فسحة من الوقت ليلعب وأن لا نثقله طوال وقته بالمذاكرة فهذا أدعى لنمو عقله وإدراكه، كما أنه من حق الطفل أن نمنحه جزءًا من حياتنا ولا ينحصر مجرد الاهتمام بمجرد توفير الطعام والشراب فحسب، بل لابد من مجالستهم واللعب معهم.
وفي كلمته أكد الدكتور/ خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة أن الأولاد هبة من الله (عز وجل) يقول سبحانه: “لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ”، وأن لا شيء يجري في الكون إلا بإرادة الله سبحانه، فالأولاد رزق، والمال رزق، والعلم رزق، وكمال الشكر أن تشكر الله على كل هذا، كما بين أنه يجب علينا أن نتعلم من الأنبياء (عليهم السلام) حسن الأدب مع الله (عز وجل) في طلب الولد، حيث يخبرنا رب العزة سبحانه عن دعاء أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام): “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ”، ولما رأى زكريا (عليه السلام) عجائب صنع الله مع مريم (عليها السلام)، حيث يقول سبحانه: “وكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ”، في هذه اللحظة أدرك رحمة الله وعنايته فكان دعاؤه: “هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ”، فإذا أعطاك الله الولد عليك أن تشكر الله (عز وجل) ومن حسن الأدب أن يشكر الإنسان ربه، والشكر يكون بحسن التأديب، والتربية الصحيحة، والتربية على حب العبادة، فهذا من مقومات الذرية الصالحة التي تنفعنا في دنيانا وأخرانا، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) لنا المثل في تربية الأبناء، فعن عمر بن أبي سلمة (رضي الله عنه) قال: كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ): “يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ”، فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ، وها هو يعلم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه العقيدة الصحيحة فيقول له: ” يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ”، مؤكدًا أن أفضل ما نعلمه أبناءنا هو القرآن الكريم حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ”.