كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
يهدف المؤتمر السعودي البحري 2022 إلى توفير منصة تجمع نخبة من أبرز الشركات التقنية الرائدة في القطاع البحري في المنطقة لعرض أحدث منتجاتها وخدماتها. ومن بين الموضوعات التي سيركز عليها المؤتمر هذا العام، التوسع في الرقمنة والاعتماد على التطبيقات ذاتية التشغيل والبيانات الضخمة؛ حيث يجمع المؤتمر قادة الفكر الذين سيلعبون دورًا مهمًا في تعريف العاملين في القطاع البحري بأهم التقنيات الجديدة والمتطورة التي يمكن أن تسهم في تسريع نمو القطاع.
وقال كريس غرينوود، مدير التطوير لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في هيئة التصنيف الأمريكية (إيه بي إس): “تعد البيانات والتقنيات الحديثة ركائز رئيسة لزيادة الكفاءة التشغيلية في القطاع البحري، وتحفيز التوجه نحو إزالة الكربون من الشحن، فهنالك العديد من الحلول التي يمكن أن تساعد على الحد من الانبعاثات، تشمل حلول السفن التي تعمل بالبطاريات، ومجسات الرصد المتطورة على متن السفن، والأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، والتحليلات التنبؤية وغيرها؛ فعلى سبيل المثال، خلال فترة الجائحة تمكنت هيئات التصنيف من إجراء عمليات فحص السفن ومنصات البترول وإصدار شهادات المطابقة، بفضل التوائم الرقمية والروبوتات والمركبات التي تعمل تحت الماء ويتم التحكم بها عن بعد. لذا، تمثل هذه الحلول قيمة حقيقية للقطاع البحري، ويجب علينا مناقشة تطويرها وتوسيع استخداماتها في مختلف عمليات القطاع.”
خلال المؤتمر، ستناقش العديد من المؤسسات الرائدة في القطاع البحري أهمية الرقمنة في الصناعة، ودور التقنيات الحديثة في تعزيز الكفاءة التشغيلية للقطاع.
وقال عبدُل فحل، مدير شركة “تي تي إم إس” الخليج: “إن تبني الحلول الحديثة أمر ضروري لجعل خدماتنا أكثر سهولة وكفاءة. وفي “تي تي كلوب”، استثمرنا الكثير من الجهد لتطوير منصة “تي إم كونيكت”، والتي ساعدتنا على تحسين إمكانات وقدرات أداة ClaimsTrac الخاصة بمتابعة المطالبات التأمينية. إضافة إلى ذلك، يساعد موقعنا الإلكتروني الجديد والمتطور عملاءنا على الوصول إلى خدماتنا الاستشارية المتعلقة بمنع الخسائر بسهولة. وتمكننا هذه التطورات الرقمية من العمل بطرق أكثر ابتكارًا، وخلق قيمة مضافة لخدماتنا من خلال الاعتماد على الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وغيرها. وسنشجع المزيد من الشركات عبر مشاركة خبراتنا والنجاحات التي حققناها نتيجة للتحول الرقمي، على تبني الحلول التقنية بما يسهم في رفع مستوى القطاع البحري بشكل عام.”
بهدف تعزيز دوره في قطاع النقل، يتطلع العاملون في القطاع البحري إلى الاستفادة من التغييرات الكبرى في قطاع الطاقة؛ وسيوفر المؤتمر السعودي البحري منصة تضم صانعي السياسات وقادة الصناعة لمناقشة الفرص المتاحة لتطوير كامل مراحل سلسلة القيمة، بما في ذلك أحدث التقنيات التي من شأنها دفع القطاع البحري قدمًا إلى الأمام.
وقال كريس مورلي، مدير الفعاليات البحرية في مجموعة “إنفورما ماركتس”: “لطالما كان المؤتمر السعودي البحري في طليعة دعم جهود التحول الرقمي في القطاع البحري، إضافة إلى توفير منصة مثالية تجمع قادة القطاع في المنطقة تحت سقف واحد، وإتاحة الفرصة للتواصل مع مجموعة من أبرز المختصين. وانسجامًا مع هدفنا المتمثل في دعم مسيرة المملكة نحو تحقيق طموحات رؤية 2030، يهدف المؤتمر السعودي البحري الذي يترقبه الجميع، إلى تحفيز تحول المملكة لتصبح مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا. ومن خلال العديد من القطاعات التي تركز على الرقمنة، نسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة باعتبارها بوابة تجارية إقليمية وعالمية، إضافة إلى رفع مواصفات الموانئ بمساعدة التقنيات الحديثة.”
تعقد الدورة الثالثة من المؤتمر السعودي البحري، الحدث البحري واللوجستي الرائد في المملكة، يومي 28 و29 سبتمبر 2022 في مدينة الدمام. ويتم تنظيم المؤتمر في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة العديد من التغييرات نتيجة جائحة كوفيد-19، والجهود المبذولة لتحقيق أهداف إزالة الكربون التي حددتها المنظمة البحرية الدولية، حيث يسعى هذا الحدث إلى تحفيز التحول الرقمي في القطاع البحري.
يشار إلى أن المنظمة البحرية الدولية حددت أهدافًا لقطاع النقل البحري لتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2030، وبنسبة 70 في المائة بحلول عام 2050. وإضافة إلى التحول نحو أنواع الوقود البديلة، وسيتطلب تحقيق هذه الأهداف الاعتماد بشكل أكبر على استخدام البيانات والحلول الرقمية.