في عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني، هوارد كارتر، مقبرة فرعون مصر الشهير توت عنخ آمون، ذلك الملك الصبي الذي حكم لمدة عقد تقريبًا، وكان العلماء لا يعرفون عنه الكثير!!
لم يكن توت من الفراعنة المهمين في نظر المؤرخين. لكن غرف موته تضمنت كنزًا كبيرًا من القطع الأثرية ومنها القناع الذهبي، الذي جعل الملك توت واحدًا من أشهر الفراعنة القدامى في التاريخ الحديث.
تعتبر مقبرته صغيرة مقارنة بالمقابر الأخرى في وادي الملوك. لكن فريق كارتر استغرق عدة سنوات للعمل. كان هناك أكثر من 5000 قطعة أثرية يجب نقلها ووضع العلامات عليها بعناية، وكان العديد من هذه العناصر مكدسًا فوق بعضه قبل إغلاق القبر منذ آلاف السنين.
ويقول تقرير لمجلة ديسكفر إن مقبرة توت هي الأولى التي كشفت عن حجم الثروة التي يدفنها الفراعنة معهم ليستخدموها في العالم الاخر!!
القناع الشهير، يزن حوالي 24 رطلاً من الذهب الخالص ويصور فرعونًا يرتدي غطاء رأس مخططًا. كانت لحيته طويلة، وعلى جبهته كوبرا ونسر، يرمزان لحكمه مصر كلها.
أصبح القناع المخطط رمزًا ومرادفًا لمصر القديمة. لكن في عام 2015، وجد العلماء أدلة تشير إلى أن القناع الجنائزي الشهير لم يكن مخصصًا لتوت عنخ آمون.
كان هناك اسم آخر على القناع الجنائزي ثم أزيل. ويشير تحليل آثار الحروف الهيروغليفية المتبقية إلى أن اسم نفرتيتي كان في الأصل على القناع.
كانت نفرتيتي والدة الفرعون، وعندما مات بشكل مفاجئ، ربما أعطوا قناعها للملك الصبي.
كان الملك توت هو آخر أفراد عائلته الذين حكموا خلال الأسرة الثامنة عشرة. حكم لمدة عقد تقريبًا، في وقت ما حوالي 1333 إلى 1323 قبل الميلاد، وتولى العرش كصبي، ربما كان عمره وقتها ثماني أو تسع سنوات.
والد الملك توت هو الملك إخناتون الذي أثار الاضطرابات في البلاد عندما دعا المصريين لعبادة إله واحد والتوقف عن عبادة آلهة متعددة. لكن لم تسر الأمور على ما يرام، ولم تنعم سنوات حكم إخناتون بالسلام والاستقرار.
كان للملك توت أوصياء حكموا نيابة عنه حتى توفي فجأة قبل سن العشرين. واختلف الخبراء حول سبب وفاته. كانوا يشتبهون في أنه مات ضحية للعنف. وافترض آخرون أنه سقط من عربة ثم توفي متأثرا بجراحه.
في عام 2010، أكد اختبار الحمض النووي أن والدي الملك توت كانا شقيقين، وأظهر مسح موميائه أنه عانى من عدة تشوهات بما في ذلك الحنك المشقوق والقدم المتضخمة. وربما كان يعاني من مشاكل صحية حادة عجلت بوفاته.
ويعتقد العلماء الآن أن قبره والأقنعة الجنائزية لم تكن مخصصة له وأن موته المفاجئ اضطر المسؤولين وقتها لإجراء تعديلات لإعداد الصبي ليكون ملكًا في الحياة الآخرة.