كتب – ياسر السنجهاوى
يتناول هذا الكتاب الذي ألفه الدكتور رأفت عبدالرازق أبوالعنين الأستاذ بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا
التعريف بظاهرة فنية ظهرت وسادت وانتشرت في عصر الأسرة العلوية بمصر (1805-1952م) على الفنون والعمائر ألا وهي ظاهرة المونجرام حيث يعد من الموضوعات الهامة في مجال الدراسات الأثرية فهو بمثابة شارة أو رمز أو شعار كتابي نُفذ بأساليب فنية متنوعة على التحف الفنية والعناصر والوحدات المعمارية بالمنشآت آنذاك.
وتُعد المونجرامات أيضاً بمثابة شارة للحكم أو الملكية للتحفة الفنية أو المبنى المشيد، فضلاً عن كونها حلية زخرفية أطلق فيها الفنان العنان لمهارته في تنفيذها بمنتهى الدقة والإتقان فهي بمثابة شارة كتابية تجعل أسماء أصحابها ممثلة في الحرف الأول أو الحرفين الأولين من اسم الشخص سواء بحروف إفرنجية غالباً أو عربية أحياناً وتارة أخرى يرد اسم الشخص كاملاً بحروف عربية ، واستخدم في تنفيذها خطوط متنوعة وأساليب صناعية وفنية عديدة نتيجة لاختلاف الخامات الفنية والمواد البنائية المنفذ عليها المونجرام.
فترصد تلك الدراسة هذه الظاهرة التي كتب لها النجاح والانتشار وتعد مرحلة من مراحل تطور الشارات الكتابية العربية والتي وردت على العديد من التحف التطبيقية والمنشآت آنذاك، وكذلك أماكن وجودها ومكوناتها والحليات والعناصر والوحدات الزخرفية والمعمارية المحيطة بها وشارات ورموز الحكم والملك المصاحبة لها عند تنفيذها كالتيجان ، والأهلة والنجوم ، والآرومة ، الأعلام والرايات، الأكاليل واللفائف النباتية، الجامات، الصدور والدروع والسرر والخراطيش المتأثرة بطراز عصر النهضة والباروك والركوكو، فقد حرص أصحاب تلك التحف الفنية والمنشآت على وضع مونجراماتهم الشخصية عليها
وقد إستطاع الدكتور رأفت عبدالرازق أبوالعنين رصد ذلك من خلال كتابه الذي يأتي فى 682 صفحة كل صفحة ذات قيمة فقد إستطاع تقسيم الكتاب إلى خمسة فصول فجاء الفصل الأول بعنوان ( المونجرامات المنفذة على أدوات الطعام والمائدة وقطع الإضاءة والأثاث ) وتحدث بالمحور الثاني عن أدوات الطعام والمائدة المصنوعة من الزجاج والبللور الصخري حيث ضم ( الزجاج ، البللور الصخري (الكريستال) ) أما المحور الثالث تحدث به عن ( أدوات الطعام والمائدة الخزفية ) وهي أدوات الطعام والشراب ، ثم جاء المحور الأخير وتحدث به عن (أدوات الإضاءة وقطع الأثاث )
أما الفصل الثاني جاء بعنوان (المونجرامات المنفذة على أدوات زينة النساء والرجال ) وضمت ( النياشين والقلائد ، الميداليات التذكارية والشارات ، عصوات القيادة (المارشلية) والساعات والحلي ) ثم تحدث عن العلب المتنوعة الاستخدامات للجنسين (النساء –الرجال) مثل علب الحلوى (البونبونيرات) و علب النشوق وأدوات التدخين ثم جاء الفصل الثالث بعنوان ( المونجرامات المنفذة على التماثيل والبورتريهات الشخصية وطوابع البريد والبطاقات والمجلات )
ثم جاء الفصل الرابع وعنوانه ( المونجرامات المنفذة على العناصر والوحدات المعمارية ) ثم جاء الفصل الخامس والأخير وكان عنوانه ( المواد الخام والأساليب الصناعية والفنية والعناصر والحليات المعمارية المحيطة بالمونجرامات )
وتم تزييل الكتاب بالخاتمة ثم قائمة المصادر العربية والأجنبية ثم الكتالوج الذي ضم العديد من الصور والأشكال لكل ما تم ذكره فى هذا الكتاب ذات القيمة الكبيرة لأنه يتحدث عن مجموعه فنية تتحدث عن تاريخ وآثار المنوجرامات المصرية