يقول علماء التربية:”مهم أن نعرف – حقيقة- أن كثيرا ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد”
لذا يتجه العلماء نحو تبني إستراتيجية عدم اجبار الطفل على الطاعة، واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة؛ والمرونة في الموقف، فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
أما أسلوب التمويه فيعتمد علي شغل الطفل بشيء آخر؛ والتمويه عليه إذا كان صغيراً، ومناقشته والتفاهم معه إذا كان كبيراً.
هذا لا ينفي أهمية العقاب وضروريته الملحة خاصة عند وقوع العناد مباشرة، بشرط معرفة نوع العقاب الذي يؤتى ثماره مع هذا الطفل بالذات؛ لأن نوعيه العقاب وأثرها تختلف في من طفل لآخر.
فالعقاب بالحرمان؛ أوعدم الخروج أوعدم ممارسة أشياء محببة قد تعطي ثماراً مع طفل دون آخر، ولكن إياك وأسلوب الضرب والشتم ،فإنها لن تجدي، بل إنها علي العكس قد تشعره بالمهانة والانكسار وتزيد من الاستمرار بالعناد مهما زاد سقف العقاب .
بينما يكمن أسلوب “عدم استحضار لهجة الرفض بالكلام” في عدم صياغة طلبنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض؛ لأن ذلك سينعكس على الطفل بشكل سلبى وسيجعله يرفض ما تطلبه منه ليثبت لنفسه انه صاحب القرار ومن ثم الرفض.
تتعدد أساليب واستراتيجيات تنظيم ومعالجة تجربة العناد مع الطفل؛ لكن تبقي الكلمة العليا لحكمة ومنطقية الاختيار السليم للقرار الأنسب والأكثر اتساقا ومواءمة مع النمط الفكري والمعيشي للطفل؛ في إطار سياقه الاجتماعي وما يهيمن عليه من متغيرات نفسية واقتصادية.