الاخبارية – وكالات
قدم المنتخب السعودي مباراة للتاريخ وفاز بجدارة على نظيره الأرجنتيني بنتيجة 2-1 في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة بمونديال قطر 2022 لكرة القدم على ملعب لوسيل في الدوحة. وكان “الأخضر” متخلفا في الشوط الأول صفر-1 من تسجيل ميسي قبل أن ينتفض ويقلب التخلف بهدفين سجلهما الشهري والدوسري.
“جئت للتمتع فتحول الأمر إلى فوز تاريخي!” تعبير المناصر السعودي سلمان، الذي تنقل من نجران للدوحة، هو صورة توضح حجم الإنجاز الذي حققه منتخب “الأخضر” عندما أطاح بنظيره الأرجنتيني 2-1 في مستهل منافسات المجموعة الثالثة بمونديال قطر 2022 لكرة القدم. فقدم أداء الأبطال وتضحية المخلصين الفخورين، ليتخلص من عقدة الصغار أمام الكبار خلال مرحلة ثانية لن ينساها السعوديون أبدا.
فمن كان يتصور سالم الدوسري يتوفق على ليونيل ميسي؟ ومن كان يتصور أن يتسلح لاعبو المدرب هيرفي رونار بالعزيمة والثقة ليقلبوا الطاولة على دي ماريا وزملائه؟
نعم، إنه إنجاز تاريخي لا محالة! وإنها علامة كاملة للاعبين السعوديين وفي مقدمتهم رجل المباراة الحارس محمد العويس.
فقد بات واضحا منذ البداية أن “الأخضر” سيعاني الأمرين أمام فريق قوي مدجج باللاعبين البارزين والنجوم يتقدمهم ليونيل ميسي، وذلك رغم الدعم الجماهيري الذي حظي به. وكان واضحا أيضا بأن الحل الوحيد في مثل هذه الظروف هو رص الصفوف لاسيما في الدفاع بانتظار مرور العاصفة.
وبالفعل، عصفت رياح الخطر الأرجنتيني في الدقيقة الثانية عندما تلقى ميسي تمريرة من زميله دي ماريا ليسدد ويجبر محمد العويس على التألق لإجهاض الفرصة الأولى. وعاد لاعب باريس سان جرمان للتهديد في الدقيقة الثامنة بتسديدة تصدى لها العويس إثر خطأ من محمد كنو على لاعب الوسط دي بول.
لكن في الدقيقة العاشرة ارتكب سعود عبد الحميد خطأ على ليو باريديس ليعلن الحكم السلوفيني سلاتكو فينشيش ضربة جزاء حولها المايسترو ميسي لهدف التقدم. اشتدت العاصفة في الدقائق الموالية وسجل الأرجنتينيون ثلاثة أهداف في الدقائق 22 و27 و35 ألغاها الحكم بداعي التسلل، وبالتالي ظهر أن المدرب هيرفي رونار أحسن في إقرار خطة تقوم على إيقاع المهاجمين الأرجنتينيين في فخ التسلل.
لكن الأفضل جاء في المرحلة الثانية عندما انتفض السعوديون وعزفوا نشيد الوز، فأدركوا التعادل في الدقيقة 49 عن طريق الشهري قبل أن يسجل الدوسري هدفا رائعا في الدقيقة 53 بتسديدة لم تترك لحارس الأرجنتين مجالا للتحرك. فصنعا الثنائي العجيب فوزا تاريخيا يتيح للسعودية فرصة التقدم لمباراتها الثانية أمام المكسيك بموقع جيد.
بشكل عام، سيطرت الأرجنتين على مجريات اللقاء، إلا أن “الأخضر” ظل صابرا في وقت الشدة وتمكن من شن بعض الهجمات لاستعادة الثقة بالنفس. حاول ميسي ورفاقه الضغط على منافسهم لأجل إدراك التعادل، لكن مساعيهم باءت بالفشل أمام رزانة وصلابة القلعة الخضراء.
إنها لحظة عجيبة تتيحها كرة القدم مرة في كل عقد من الزمن أو أكثر. فتمتعوا أيها السعوديون واحتفلوا بفوز كبير.