الاخبارية وكالات
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الثلاثاء) إن الصين وألمانيا كانتا دائما شريكتين في الحوار والتنمية والتعاون، وكذا شريكتين في التعامل مع التحديات العالمية.
أدلى شي بهذه التصريحات خلال محادثاته الهاتفية مع الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.
وقال شي إن العام الجاري يوافق الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وألمانيا، ما يجعله عاما يكتسب أهمية كبيرة في العلاقات الثنائية.
وأوضح أنه بفضل الجهود المشتركة لأجيال من القادة الصينيين والألمان، حافظت العلاقات الثنائية بشكل عام على الاتجاه الصحيح المتمثل في المضي قدما، وأصبح البلدان شريكين استراتيجيين على جميع الجبهات، مضيفا أن تنمية العلاقات الصينية-الألمانية تحظى بدعم شعبي عميق، ومصالح مشتركة واسعة، وخبرة ثرية.
وقال شي إنه ما دام الجانبان يتمسكان بالاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، فإن العلاقات الثنائية ستمضي بالتأكيد قدما بثبات، وستصل إلى مدى أبعد.
كما أشار إلى أن الجانب الصيني مستعد للعمل مع ألمانيا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة، واستهلال 50 عامًا أخرى ناجحة من العلاقات الصينية-الألمانية.
وقدم الرئيس الصيني ثلاثة اقتراحات حول تنمية العلاقات الصينية-الألمانية في المرحلة المقبلة.
أولاً، قال إنه يجب أن يكون لدى الجانبين فهم أساسي صحيح.
دعا شي الجانبين إلى مواصلة حشد وتوسيع التوافق من خلال الحوار، وإدارة الخلافات بطريقة بناءة، ومواصلة إثراء شراكتهما.
ثانيا، قال شي إن التعاون الصيني-الألماني عملي ومنفتح، وهي أهم سمة للعلاقات الثنائية وينبغي الحفاظ عليها.
وفي معرض إشارته إلى أنه على مدار الـ50 عامًا الماضية، زاد حجم التجارة البينية بنحو 870 ضعفًا، قال شي إنه يتعين على الجانبين الاعتزاز بثمار التعاون التي تحققت بجهود بالغة، وتعزيز التكامل في السوق ورأس المال والتكنولوجيا، وتوسيع التعاون في المجالات التقليدية مثل السيارات والمعدات الآلية والمواد الكيميائية، والاستفادة من إمكانات التعاون في مختلف المجالات، منها تجارة الخدمات والتصنيع الذكي والرقمنة.
وأضاف أن الصين تعامل كافة الشركات الألمانية التي تستثمر في الصين على قدم المساواة، وتأمل في أن توفر ألمانيا بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية للشركات الصينية التي تستثمر في ألمانيا.
ثالثا، قال شي إنه يتعين على الجانبين العمل معا لتوجيه التنمية السليمة والمطردة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن الصين تدعم الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، وتأمل في أن يلتزم الاتحاد الأوروبي بالموقف الأساسي المتمثل في كون الصين والاتحاد الأوروبي شريكين استراتيجيين لبعضهما البعض، ويتمسك بالاحترام المتبادل والشمول المتبادل والتعاون العملي والمنفعة المتبادلة، ويحافظ على ألا تستهدف العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي أي طرف ثالث أو تعتمد عليه أو تخضع له.
كما أعرب عن أمله في أن تستمر ألمانيا في لعب دور إيجابي والعمل مع الصين على تعزيز النمو المطرد وطويل الأمد للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأكد شي أن الصين مستعدة للقيام بتعاون أكثر شمولا وعمقا مع ألمانيا في مواجهة التحديات العالمية مثل التعافي الاقتصادي البطيء في حقبة ما بعد الجائحة، وتغير المناخ، وأزمة الغذاء، وأزمة الطاقة.
ومن جانبه، قال فرانك-فالتر شتاينماير إنه سعيد للغاية بإجراء محادثة هاتفية مع شي مع اقتراب نهاية العام، مضيفًا أن ذكريات زيارته للصين قبل أربع سنوات لا تزال حاضرة في ذهنه.
وذكر أن العام الجاري شهد تغيرات غير عادية في المشهد الدولي، ويصادف أيضا الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا والصين.
وقال إنه على مدى السنوات الـ50 الماضية، تزايدت قوة العلاقات بين ألمانيا والصين مع تمتعها بدلالات وامتدادات غنية وواسعة النطاق، وحقق التعاون الثنائي المثمر فوائد لشعبي البلدين.
وأكد أن ألمانيا تلتزم بثبات بسياسة صين واحدة، وقال إن الجانب الألماني يرغب في العمل مع الصين لاستعراض الماضي والتخطيط للمستقبل ومواصلة تعزيز تنمية العلاقات الثنائية بروح الاحترام المتبادل والانفتاح والشمول.
كما أعرب عن ثقته في المستقبل المشرق للعلاقات بين البلدين.
وقال شتاينماير إن ألمانيا مستعدة للعمل مع الصين على تعزيز التبادلات والتواصل، وعقد جولة جديدة من المشاورات بين حكومتي البلدين في الوقت المناسب، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، والحفاظ على التشاور والتنسيق الوثيقين بشأن القضايا الإقليمية الساخنة؛ والاستجابة بشكل أفضل للتحديات المشتركة مثل الحفاظ على التنوع البيولوجي، وأزمة الطاقة، وأزمة الغذاء؛ والحفاظ على أمن واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وتعزيز تعافي الاقتصاد العالمي ونموه.
وأوضح أن ألمانيا تقدّر مساهمة الصين الهامة في نجاح الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وترغب في دفع تنمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بنشاط.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأكد شي أن الصين تصر على تعزيز محادثات السلام، معربا عن اعتقاده أن إطالة أمد الأزمة وتعقيدها ليسا في مصلحة أي طرف.
وأضعاف أن الصين تدعم الاتحاد الأوروبي في إظهار الاستقلال الاستراتيجي، وقيادة بناء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، وتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في القارة الأوروبية..