محمود دياب يكتب.. جريمة مأساوية
وقعت خلال الأيام الماضية جريمة مأساوية بشعة فى محافظة بورسعيد يهتز لها عرش الرحمن، وللأسف تداولها الإعلام والناس ورواد شبكات التواصل الاجتماعى مثل كل الجرائم العادية وتحدثوا عنها يومين أو ثلاثة أيام، ثم تناولوا أخبارا اخرى مثل كل حدث مهما كان كبيرا يحتل عدة أيام ويحظى بالاهتمام ويأتى حديث آخر يغلب عليه .. والجريمة البشعة هى قيام ابنة بقتل أمها بمساعدة عشيقها بعد أن ضبطتهما الام فى المنزل، والغريب فى الأمر أن الابنة قامت بسكب الماء المغلى على والدتها بعد قتلها للتأكد من وفاتها دون أن تأخذها أى رحمة او شفقة لمن حملتها فى بطنها وهنا على وهن وعانت أوجاع الحمل ومخاض الولادة وما أصعبهم، والمثير كما ذكر فى التحقيقات ـ أن المتهمة لم تذرف دمعة واحدة على ما اقترفته من فعل غير آدمى بأمها وكانت عندها حالة لامبالاة ولم تشعر بأى نوع من الارتباك عند تمثيلها الجريمة. ولابد من قيام المتخصصين والمراكز البحثية فى الشأن الاجتماعى ومؤسسات المجتمع المدنى بدراسة أسباب هذه الجريمة النكراء والشاذة على مجتمعنا لمعرفة أسبابها ودوافعها فهل ضعف الوازع الدينى أم الإدمان أم التفكك الأسرى وغياب الوعي، أم أن ما تبثه للاسف وسائل التواصل الاجتماعى من سلبيات وعنف وغرس قيم غريبة، عن مجتمعنا وما جلبته من أفكار غريبة؟! وذلك حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى ويجب على المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية تحديدا زيادة الجرعات الإيمانية خاصة لدى الشباب والعمل على بث الأمل فى نفوسهم وتذكيرهم بقول الله تعالى :«وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا» … «صدق الله العظيم».