لاشك أن إغلاق أي مستشفى أو انخفاض مستوى الخدمة الطبية به أو الحد من الأعداد التي يتم استقبالها لعلاجها؛ وذلك نظرًا لأي ظروف هي كارثة والأدهى والأمر والكارثة بعينها أن تكون هذه المستشفيات لعلاج أخطر الأمراض وأشدها فتكًا؛ وهو مرض السرطان اللعين عافانا الله جميعًا من شره وآلامه، وتكون الطامة الكبرى بكل المقاييس أن المستشفيات المعرضة للغلق هي لعلاج سرطان الأطفال؛ الذين هم فلذات أكباد والديهم وأمل مستقبل الوطن.
وهذا ما يتعرض له مستشفى الأطفال لعلاج السرطان 57357 من شبح الغلق بسبب انخفاض في الميزانية المالية المخصصة لعلاج الأطفال الذين اختبرهم وابتلاهم الله بهذا المرض اللعين، ويعود ذلك للنقص الشديد في أموال التبرعات التي يقدمها أهل الخير في الفترة الأخيرة والتي كانت تتدفق من كافة المواطنين الفقير قبل الغني، ومن مصر والدول العربية ودول العالم على المستشفى، بلا حسيب أو رقيب، إلا أن الحملة التي قادها المؤلف الشهير الراحل وحيد حامد قبل وفاته مطالبًا بالكشف بشفافية عن حجم التبرعات التي يتلقاها المستشفى، وأجور القائمين عليه، وحجم الإنفاق على الإعلانات المكثفة التي تملأ وسائل الإعلام يوميًا، ملمحًا أن هناك أمورًا لا تجري في مسارها الطبيعي في هذا المرفق المهم والحيوي.
وكان من نتيجة هذه الحملة أن الكثيرين أحجموا عن إرسال تبرعاتهم كالمعتاد، ليس عدم ثقة في كفاءة المستشفى في العلاج، ولكن أصبح هناك عدم الاطمئنان في إدارة هذه الأموال بالشكل الصحيح المرجو، والحل في إعادة الثقة لدى المتبرعين لإنقاذ هذا المستشفى من شبح الإغلاق، وحرمان آلاف الأطفال المرضى من نعمة العلاج هو ضرورة ضخ دماء جديدة في الإدارة؛ تكون لها السمعة الطبية المشهود لها بالكفاءة، وتحظى في الوقت نفس بالشعبية المجتمعية، وهذا سيعيد فورًا عامل الثقة والاطمئنان في قلوب وصدور المتبرعين وأهل الخير؛ لانه لن تفيد مهما كثرت حملة الدعاية لحث الناس على التبرع، مادام الشك انزرع في الصدور.
mahmoud.diab@egyptpress.org