أعتقد أن جماهير الأهلي شاهدت المباراة مع إنبي اليوم بروح سادها التفاؤل النابع من مباراة ال٩ نقاط أمام بيراميدز العنيد منذ أقل من ٧٢ ساعة في وقفة نشير إليها فيما بعد عن إدارة لجنة المسابقات المتسرعة لدوري المحترفين المصري.
مباراة الـ”٩” فتحت الباب للتنبؤ المتفائل – وعلى سبيل المثال ما ذكرته ابنتي الوفية قبل المباراة من أن الاهلي سيفوز بإذن الله بثنائية- وكان التواجد السحري للجمهور الحقيقي في ملعب المقاولين العرب نقطة إيجابية أخرى في تقديري..خاصة وأنهم يهتفون للاعبي المباراة السابقة الذين نجوا من فخ الإصابات ومنهم على سبيل المثال لاعبنا المحبوب مجدي أفشة حيث أستطيع القول أن الحماس قد أنتابه من هذه الهتافات الساخنة في عز البرد ووفقه الله لهدف رائع سجله في الشوط الثاني ليفك به لوغاريتمات نجح فيها انبي ومدربهم القدير طلعت يوسف الذي فاجأ مستر كولر باستخدام تكتيكه أمام بيراميدز خلال الشوط الأول لتدور وقائع المباراة قوية وساخنة كان لإنبي اليد الطولى في الهجوم والتمرير على الرغم من استحواذ الأهلي الأعلى ..
أحسست إني أشاهد مباراة في الشطرنج بين اثنين من أساتذة العالم يدركان طرق اللعب المثير والسليم والكل يسعى إلى الثلاثة نقاط ولكن كان للفانلة الحمراء رأي آخر ، إذ حلت بروح قوية واقتدار قام بتصحيح الأوضاع في الشوط الثاني الذي افتتحه أفشه بهدف جميل بتمريرة من عمرو السولية واطمئنت الجماهير بالهدف الثاني لأليو ديانج الذي استعاد به توازنه وقوته المعهودة ومنحه بجدارة لقب رجل المباراة..
كذلك لاحظت الجماهير أن المدير الفني للأهلي قد أجل توقيت تغييرات البدلاء إلى قرب نهاية المباراة في رسالة واضحة تعني أنه رغم وجود ٨ لاعبين مصابين في مستشفى الأهلي بعضهم أجرى أو سيجري عمليات تبعدهم عن المنافسات القريبة إلا أن الرجل قد استجاب لنداء الخبراء والعقلاء بضرورة اعتماد تشكيل شبه ثابت للفريق يبقى في أرض الملعب بقدر ما تستطيع لياقة اللاعبين وخبراتهم وقدرتهم على التحمل.
وإذا كنا نرى في كثير من المباريات الدولية والإقليمية لاعبين بدلاء قادرين على تغيير النتيجة بمجرد نزولهم البساط الأخضر ،فإني -ومعي جماهير كثيرة- نتعجب من تراجع مستوى محمد شريف وشادي حسين وأسماء أخرى تعتقد إما أن وجودها في الملعب لن يفرق مع زملائهم
أو -وهذا الأخطر- يصابون بحالة توهان في المنطقة السحرية أمام المرمى وبدلا من أن يصولوا ويجولوا ويصنعوا من نصف الفرصة هدفا -كما علمنا عميد المعلقين الراحل الكابتن لطيف -وهذان الأمران يحتاجان -في تقديري- إلى تأهيل نفسي لهؤلاء اللاعبين ولإني أثق في أنهم من الموهوبين القادرين على التسجيل والتهديف فإن هذه الإمكانية تحتاج إلى تدخل وصبر من المدير الفني
ليبدأ معهم من الصفر ويعالجهم فنيا ويمدهم بجمل فنية وجرعات تدريبية ترفع من قدراتهم لأن ذلك سيصب في النهاية في مصلحة الفريق ويحل مشكلة الإحلال والتجديد المفروضة بقوة على مديرنا الفني ..
وبالنسبة لمباراة اليوم فقد أكدت مجرياتها وجمع اللاعبين بين الاستحواذ والتهديف على قدرة لاعبي الأهلي – بإذن الله- في تحقيق نتائج طيبة فيما هو قادم من مباريات ومسابقات ولا يفوتني أن أوجه نداءا للجنة المسابقات ولجان الجبلاية المختصة أن تتعامل مع منافسات الدوريات كما يفعل الآخرون – أي باحترافية وقواعد عادلة – تضمن تكافؤ الفرص وتتيح لهذه الفرق إبراز المواهب والنهوض بمستوى الكرة المصرية العريقة.