أتعجب من هذه الحملة التى يشنها المركز المصرى لحقوق المرأة ضد الإعلامية ياسمين عز, لا لشىء سوى لأنها قالت كلمتين فى حق الرجل. لا أدرى ما هو الخطأ فيما طرحته الإعلامية من رؤيتها لأصول تعامل المرأة مع زوجها سواء فى البيت أو خارجه. هل كفرت ياسمين عندما طالبت المرأة بألا ترفع صوتها على زوجها أو أن تناديه بلقب أستاذ أو أى لقب آخر مميز؟. هل فى هذه النصائح أو غيرها أى تحريض أو غيره من الكلمات العجيبة التى استخدمها المجلس القومى للمرأة ضد ياسمين عز, ألا تحض جميع الرسالات السماوية على احترام الرجل للمرأة واحترام المرأة للرجل, لماذا كل هذه الثورة التى جعلت البعض يطالب بإقصاء ياسمين عز عن المشهد الإعلامى وربما يتطور الأمر للمطالبة بإعدامها شنقًا جزاء ما ارتكبته من تحريض المرأة على احترام زوجها وكأنها تهمة ثبت تورطها فيها مع سبق الإصرار والترصد.
أفهم ان يكون الاعتراض ربما على طريقة ياسمين وأدائها أمام الكاميرا المبالغ فيه, مع أن المشهد الإعلامى كله ملىء بالمبالغات, لكن ما هو وجه الاعتراض على المضمون؟. لن أتحدث عن بعض الأحاديث النبوية التى تحض الزوج على الرفق بزوجته وتحض الزوجة على احترام زوجها, ولن أتعرض لمدى صحة أو ضعف الحديث: لو كنت آمرًا أحدا ان يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها رغم ان مجموع الروايات يقضى بصحة الحديث, لكن أتحدث عن تلك الفتنة التى يريدها البعض من تقوية الزوجة على زوجها وتحريضها على أن تكون ندا له فى كل شىء, ورغم ان عدم الندية أمر واقع بسبب طبيعة خلق كل منهما وامكانياته الجسدية إلا أن هذا الاختلاف لا يعنى كما قلنا أن يفترى الرجل على زوجته أو أن يفهم حق القوامة على أنه حق فى الضرب أو الإهانة.
من حق رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة بأن تتباهى بنشر صورها فى الحرم باعتبارها أول امرأة تدخل الحرم بدون محرم وكذلك أول امرأة تدخل مرتدية التربون (أرجو ان اكون كتبته صحيحًا حتى لا أتعرض لهجمة من مركز حقوق المرأة).كل إنسان حر فى قناعاته لكن ليس من حقها ولا من حق أى أحد آخر أن يصادر رأيًا يريد للمرأة دائما ان تعرف قدر زوجها وأن تكون له بمثابة أمينة لسى السيد, ولا يعنى هذا طبعا ان يكون الزوج سى السيد بمعناه السىئ الذى نعرفه جميعا. فالمرأة لها تقديرها واحترامها عند اى رجل يعرف ولو أبسط قواعد دينه. لكن أن نحصر حق المرأة فقط فى حرية الحجاب من عدمه أو ذهابها للحرم بدون محرم فهذا مع احترامى قصور شديد فى حقوق المرأة التى كفلها لها الإسلام مع حفظ كرامتها وإنسانيتها.
وحتى أكون منصفا فأنا لم أشاهد كل حلقات ياسمين عز ولكن ما شاهدته منها لا يدعو لكل هذه الثورة ضدها. أغلب الانتقادات جاءت رافضة دعوتها لعودة المرأة إلى قفص الحريم. مع انى لم أجدها أبدا تدعو إلى هذا وكل ما قالته وتدعو إليه هو ان تدرك الزوجة أن أهميتها كطرف فى العلاقة الزوجية أن توفر لزوجها مناخ الحب والحنان الذى يحتاجه أى رجل منا عليه من ضغوط الحياة ما تنوء بحمله الجبال وليس كثيرا عليه ان يجد فى بيته من تطبطب عليه وتعامله حتى لو كطفل يحتاج إلى التدليل والرعاية. والغريب أنه فى الوقت الذى قامت فيها الدنيا ولم تقعد ضد ياسمين عز تجد الصمت يخيم على الجميع مع إصرار الاعلامية رضوى الشربينى على التحريض ضد الرجل ليل نهار. ربما لأن الرجل لم يجد من يحنو عليه ويشكل له مركزا لحماية حقوقه.!
Hisham.moubarak.63@gmail.com