كتب محمد فريد
دعا الشيخ علاء أبو العزائم العالم الإسلامي إلى التقارب في وحدة تحميه من المؤامرات الخارجية التي تسعى لتفتيته ونهب خيراته وتغيير هويته منذ أكثر من قرن
وقال في الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج ومولد الإمام المجدد محمد ماضي أبو العزايم صاحب الدعوة إلى إعادة الخلافة الاسلامية إن التغيير الذي نأمله في العالم الإسلامي ليكون عالمًا يليق بحمل هذا الدين لن يتحقق إلا بتغيير يبدأ في نفس كل فرد منا وقد أخبرنا ربنا بذلك وقام به عمليا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله فقال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ” وأقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عاما يربي أصحابه على خلق الإسلام ليكونوا قرآنا يمشي على الأرض وليصبحوا دعاة إلى الله في كل حركاتهم وسكناتهم وهو ما حدث بعد ذلك فقد كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا لما يرونه من سلوك المسلمين من صدق وأمانة وإتقان وحب للآخرين ونفع لهم
وأضاف : إن سيدنا أبراهيم عليه السلام عندما دعا ربه بأن يبعث في أبناء سيدنا إسماعيل نبيًا منهم قال :” رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” فقدم سيدنا إبراهيم دعوة تعليم الكتاب والحكمة على التزكية وهي تطهير النفس لأنه حريص على إيمانهم وتوحيدهم لله ظنًا منه أن ذلك أولى .لكن الله سبحانه وتعالى يعلمنا في آية أخرى أن التزكية وتطهير النفس وتخليتها من أمراضها ونوازعها إلى الشر والشهوات أسبق على التعلم حتى يكون العلم أنفع لصاحبه وللآخرين فيقول تعالى:” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” فجعل سبحانه وتعالى التزكية قبل تعلم ما في الكتاب والحكمة .
واستغرب الإمام أن يكون هناك مسلم يقع في رذيلة الكذب وهي الرذيلة التي أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أن يتخلق بها مسلم حين سئل : “أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا )
وتحدث الدكتور خالد عزب المتخصص في التاريخ والاثار فاستعرض ما حذر منه الامام المجدد محمد ماضي ابو العزائم الأمة الإسلامية من خلال ما منحه الله من علم” الجفر” وهو علم يتم تدريسه في أوروبا داعيًا إلى أهمية الالتفات إلى ما حذر منه وكذلك ما بشر به، وهي أمور تتحقق ونرى بعضًا منها في أيامنا
كما استعرض الدكتور عبد الحليم العزمي جهود الإمام محمد ماضي أبو العزائم في إعادة الخلافة الإسلامية ودعوته لملوك ورؤساء العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة إلى مؤتمر بمكة لاختيار خليفة جديد ،وما تعرض له من ضغوط وإغراءات إلا أنه كان مدركًا لهذه المؤتمرات وهذه الإغراءات رافضا لها.
كما تحدث الشيخ قنديل العزمي كبير علماء الطريقة العزمية فاستعرض جهود الإمام محمد ماضي أبو العزايم الدعوية في المنيا والشرقية والسودان ومصر وتصدية لفتاوى بعض الموالين للإنجليز ليخدعوا الشعوب بتأويلات خاطئة للآيات المحكمات وخاصة ما أعلنه بعضهم في السودان من أن الإنجليز هم ولاة الأمر والقرآن الكريم يقول “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ ” وبدا الأمر للناس صوابا فصعد الإمام في أول جمعة بعد هذه الفتوى على منبر المسجد الكبير في الخرطوم قائلًا إن الله يأمرنا أن نطيع أولي الأمر منا لكن الإنجليز ليسوا منا حتى نطيعهم “
وتحدث الكاتب الصحفي فريد ابراهيم مدير تحرير جريدة الجمهورية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فاستعرض جهود الشيخ علاء أبو العزائم الإمام القائم في الدعوة للم شمل الأمة الإسلامية والارتقاء بالتصوف والدفاع عنه في وقت كان التصوف قد ضيق عليه تضييقًا شديدًا إلى درجة هدمت فيها أضرحة الأولياء ومساجدهم إلا أنه استطاع إعادة التصوف إلى مكانته في المجتمع بل جعله في موضع الهجوم بعد أن كان يتلقي اللكمات .مشيرا إلى أنه هذه الجهود هي امتداد لجهود الإمام محمد ماضي أبو العزايم.