عذرا لدموع غافلتني وسقطت رغمًا عني في هذا اليوم يا أبي ، بعد أن عاهدتك وعاهدت نفسي أن أجعل يوم ذكراك رسائلَ ضوءٍ ونفحات محبة بغير ألم ،
منذ الأمس وأنا أحاول أن أقاوم ذاكرتي فتغلبني تفاصيل اللحظات الحية ،
هل يمكن للإنسان أن يهرب من ظله من نفسه من صورته ؟!
من صورتك ؟! وأنت في لحظاتك الأخيرة ترفع سبابتك موحدا ، مبتسمًا ابتسامة الرضا ،
أذكر رؤياي الأخيرة لك قبل الرحيل ، والطمأنينة التي شملتنى بها حينما احتضنتني بدفء وحنو وأنت تقول لي ” اطمني وروحي أنا خفيت وبقيت كويس “
فتوجست خيفة أن تكون صحوة الموت فقمت إلي الصلاة أدعو الله أن أكون بجوارك حتى اللحظات الأخيرة ،
وقد كان يا أبي صعدتْ روحك بين أحضاني في هدوء ،
فصبتْ في قلبي السكينة والصبر والصلابة ،
وهان بعدها كل أمر وصرتُ كالذي لم يعد لديه ما يعنيه ،
وكأنك برحيلك قد أخذت الحياة كلها معك ، ولم يبقى لها بعدك أي معنًى أحتفي به ولم يعد لي غير الدعاء ووصال الروح ،،
اللهم اجبر كسر قلوبنا وخفف عنا ، واشمل أبي برحمتك وعفوك وعنايتك ورضاك يا أرحم الراحمين ، اللهم بالصلاة على رسولك الكريم وعلى آل بيته المطهرين وبحق قدر هذا اليوم العظيم
أن ترفع مقام أبي الليلة في جناتك ، وتظله بظل رحماتك وألا تحرمنا أجره وبره ، وتبارك في أولاده وأحفاده وذريته إنك ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين..