الاخبارية – وكالات
هاجم مستوطنون إسرائيليون فلسطينيين ليلة الاثنين في قرية حوارة بالضفة الغربية التي كانت مسرحا لهجوم عنيف شنه عشرات المستوطنين الأسبوع الماضي ردا على مقتل شقيقين إسرائيليين بالرصاص.
وصارت حوارة، وهي قرية فلسطينية بالقرب من نقطة تفتيش رئيسية على أحد الطرق، أحدث بؤرة للتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ظل العنف المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة منذ شهور.
وفرقت قوات الجيش الإسرائيلي وشرطة الحدود حشودا قال الجيش إنها كانت تشارك في “عدد من أحداث الشغب العنيفة” في حوارة وأظهرت مقاطع مصورة جرى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الشبان يرتدون ملابس سوداء يهاجمون سيارة أحد الفلسطينيين قبل أن يتمكن سائقها من الفرار.
وقال عمر خليفة، الذي كان قد انتهى لتوه من التسوق في متجر وصعد إلى السيارة مع عائلته عندما وقع الهجوم “حقيقي رصاص بيطخوا علينا ورصاص حي، لولا ستر الله”.
وأضاف “كانت زوجتي جالسة في الكرسي الخلفي للسيارة واحتضنت ابنتنا لحمايتها. كان من الممكن أن نفقدها، وكان هناك خطر حقيقي على حياتنا”.
وأظهرت لقطات أخرى جنودا إسرائيليين يرقصون مع مستوطنين يهود في البلدة احتفالا بما يُسمى عيد المساخر اليهودي بينما يُسمع صوت يقول بالعبرية “حوارة تم غزوها يا سادة!”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على سؤال حول لقطات الجنود الراقصين مع المستوطنين في رده على طلب للإدلاء بمعلومات عن الواقعة. ولم يرد فورا على سؤال من رويترز حول ما إذا كان قام بأي اعتقالات.
وقال فيصل شحادة، وهو شاهد على الهجوم “اقتربوا من المتجر وكانوا يحملون فؤوسا وحجارة… بدأوا بإلقاء الحجارة وواجهناهم، ثم وصل جنود وجرى إطلاق نيران وحطموا سيارات”.
والأسبوع الماضي، أضرم مستوطنون النيران في عشرات السيارات ومنازل في حوارة بعد مقتل شقيقين بالرصاص على يد ما يشبته أنه مسلح فلسطيني بينما كانا يجلسان في سيارة عند نقطة تفتيش قريبة.
وقوبل الهجوم، الذي وصفه قائد عسكري إسرائيلي كبير بأنه “مذبحة”، بغضب وتنديد من المجتمع الدولي، وزادت ردود الفعل حدة عندما قال وزير المالية الإسرائليي بتسلئيل سموتريتش إن حوارة يجب أن “تمحى”. وتراجع الوزير، المسؤول عن بعض جوانب إدارة الضفة الغربية، عن هذه التصريحات في وقت لاحق.
وكما كشفت الاشتباكات في حوارة عن تفاقم حدة الغضب بين الفلسطينيين، أزاحت الستار أيضا عن انقسامات سياسية داخل إسرائيل، والتي تزايدت بالفعل بسبب معركة محتدمة حول خطة إصلاح النظام القضائي التي تتبناها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المؤلفة من أحزاب دينية وقومية.
وكتبت زعيمة حزب العمل المعارض ميراف ميخائيلي على تويتر “مجموعة من المستوطنين المشاغبين توجهوا لمهاجمة المارة الأبرياء في قرية حوارة وسطهم احتفالهم بعيد المساخر”.
وأضافت “هذا ليس شبابا مهمشا، هذا هو الاتجاه السائد بدعم من وزيرين رئيسيين في الحكومة الحالية… كلاهما يدمر إسرائيل”.
وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 65 فلسطينيا منذ بداية العام الحالي، من بينهم نشطاء مسلحون ومدنيون. وخلال نفس الفترة، قتل فلسطينيون 13 إسرائيليا وامرأة أوكرانية في سلسلة من الهجمات غير المنسقة على ما يبدو نفذها أفراد.