أما بعد..
متعب أنا..
من كل شيء..
حتى مني..
أتفهم معنى ذلك؟!..
أتعي أني أجدت الاحتراق..
وأنك من أضرم النار..
أتعرف أني دفعت روحي للسقوط..
وأنك من صنعه..
أتعلم أني ارتدت أزقة الانطفاء، وأنك من عبأ سنابل الانكسار في أعماقي..
أمَّا وقد بلغ سيل أعذارك الرُبى..
فأغرق كل صفح كنت أدخره لكذباتك واحدة تلو أخرى..
وأضحت كل مبررات الرحيل عارية من الصدق..
أمام ضخامة الجرح وغول الحزن الذي تركته خلفك..
ترى؟!.
هل تجدي كل الأساطير المشوهة التي اخترعها أيسرك الصادق في ليالي الكذب الطويلة لتعد ولائم الوداع..
أو هل كانت تصلح لصنع نهاية تليق بقصة الأقدام التي كانت تحج إلى أرض تبرها من ملح ونار ترتدي قناع الرماد..
كان بطلها محض شخص من ورق..
لا يعيش إلا في ذاكرة الأمس؟!..
كيف أمحو من أوراق ذاكرتي قلبا مثقلا بالأسى؟!..
وأنتزع من ملامحي وجها يتقن جيدا كيف يسرق بساط المسافات..
كيف أشطب من الخرافة فصلها الأخير..
وأنت ما زلت تتلاعب بالأمكنة، والأحداث ومنابت الوقت..
وتضيف إليها بإصرار فصلا للخذلان، وفصلا للحرمان،وفصلا للنسيان، وفصلا للذبول..
وحتى آخر رمق من جهد..
أخبرني..
كيف تقبل السنة فصلا خامسا..
وأنت وضعت المأساة-على قيدك-أربعة فصول..
لتكون أنت، ثم أنت، ثم لا شيء..
ثم لا شيء جدا..
يا سيدي..
سلام عليك..
قد متَّ تعبا..
وأنت تمسح عن ملامحي بقايا الضوء..
وأنا بخيبتي..
ما زلت أنقب تحت قدميك..
عن فتات حلم..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد
بقلمي العابث..