كم يوجد في دهاليز الذاكرة من ملفات يعتليها الغبار …
نقترب منها بين فترة و أخرى , ننفض عنها الغبار .. نتجرأ قليلاً على فتحها
نبتسم , نبكي , نحزن , نغضب, نتوتر , نشتاق …..
ثم نطلق تنهيدة من الأعماق و نغلق هذه الملفات و نعيدها إلى مكانها, لأنه لا مجال لمناقشة محتواها مع أياً كان
جلوسنا مع أنفسنا بين فترة و أخرى و مواقف الحياة تجبرنا على أن نعيد فتح هذه الملفات أحياناً, نتوقف أمامها لبرهة من الزمن فتثير بداخلنا مشاعر و انفعالات و آهات و شجون
ثم نعود مرة أخرى لإغلاقها و إخفائها في مكان ما بداخلنا لإنه لا مجال لرميها و التخلص منها من جهة .. و لا مجال لأن تكون حاضرة في حياتنا من جهة أخرى , فتبقى في مكان عميق في قلوبنا و في ذاكرتنا لا تستطيع يد النسيان الوصول إليها ..
و نعود إلى الذاكرة بين فترة و أخرى كلما أثارت المواقف الجراح بداخلنا
هذه هي الحياة .. لا يوجد بها واحد زائد واحد يساوي اثنين .. إنما هي جملة من الحسابات اللامنطقية و التي تجبرنا على تقبلها رغم صعوبتها و عدم منطقيتها , إضافة إلى أنها جملة من الملفات المفتوحة التي تحتاج إلى حسم أمرها واتخاذ قرار بشأنها, و لكن مع وقف التنفيذ ..!