*تحقيق مطالب كل فئة بلا ضجيج.. وفي هدوء..
*ما قاله الرئيس السيسي للعمال أمس.. بث في قلوبهم الأمل والتفاؤل والحماس أيضا
*والفلاحون لم يعودوا يشكون من بنوك التنمية ومن الجمعيات الزراعية
*العلماء.. والمثقفون.. يدعون دوما إلى زيادة التلاحم والتكاتف
*السودانيون المتنازعون ينصتون لصوت العقل بتقدير واحترام
*سباق الحمير والبغال والجمال للهروب من الجحيم
*الروس والأوكرانيون يعيدون تقييم مواقفهم بعد النصائح المصرية
*ما ذنبنا وذنب غيرنا لو نشبت حرب بيولوجية لا قدر الله؟!
*الحوار الوطني بدأ.. في مناخ قوامه الأمل والتفاؤل
*خمسة رياضة وخمسة فن
اتسمت مصر في عصرها الجديد بأنها باتت الحاضنة بحق لكل فئات المجتمع بل كل أفراده فردا فردا لا تفرقة بين واحد وآخر ولا تمييز لجماعة على حساب جماعة أخرى.
ولعل من يمعن التأمل في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم عيد العمال يجد أنه ملم إلماما كاملا بقضاياهم وأيضا بآمالهم.. وآلامهم في آن واحد.
مثلا.. صندوق العمالة غير المنتظمة القصد منه مساعدة هذه الفئة ماليا واقتصاديا واجتماعيا خلال أوقات صعبة من التي يعيشونها والتي فرضت فرضا عليهم نتيجة ظروف خارجة عن إرادتهم وبالتالي فإن هذا الصندوق سوف يتعامل معهم بأساليب وإجراءات قابلة للتنفيذ وليس الأمر مجرد كلمات إنشائية وكفى..!
وليس صندوق الطوارئ هو الذي خرج للنور فحسب بل هناك بالفعل رفع الحد الأدنى للأجور وتوفير فرص العمل للشباب وغيرها وغيرها.
نفس الحال بالنسبة للمزارعين الذين تحرص الحكومة الآن على شراء المحاصيل التي ينتجونها بأسعار مرضية للغاية هم أنفسهم يعترفون بأنها تحقق لهم مكاسب لا يمكن إنكارها.. وها هو ذا محصول القمح خير دليل وأبلغ شاهد عندما قررت الدولة شراء أردب القمح بـ1500 جنيه وهو رقم لم يكن الفلاحون يتوقعونه بحال من الأحوال.
أيضا.. وضعت الحكومة تسهيلات جذرية لصرف القروض أو الإعانات.. أو المنح من بنك الائتمان الزراعي الذي تم تطويره هو الآخر تطويرا شاملا وعاما وعادلا ولم تعد علاقته مع الفلاحين قهرا واستبدادا وغلا وكراهية بل علاقة مودة وحب وفائدة مشتركة..!
حتى الفلاحين الذين أحيلوا للقضاء بسبب الإحجام عن سداد مستحقات البنك تدخلت الحكومة وتمكنت من تصفية معظم الخلافات القائمة بين البنك وجميع المتعاملين معه مما ساعد تلقائيا على ترطيب العلاقات بين كل الناس وبعضهم البعض.
وقد عزا الرئيس ذلك إلى تلاحمنا وتضامنا في إطار منظومة متكاملة الأركان محددة الأبعاد قوية الأساليب والغايات عندما قال إنه مهما كانت التحديات الموجودة في مصر أو في المنطقة أو في العالم فلا أحد يستطيع أن يقترب منا مادمنا على قلب رجل واحد.
واسمحوا لي أن أقول هنا قولا صريحا وواضحا فإذا كنا قد عبرنا كثيرا من الأزمات ورفعنا احتياطياتنا من العملة الصعبة.. وأقمنا المشروعات القومية العملاقة فذلك كله يرجع إلى حرصنا البالغ على الحفاظ على وحدة صفوفنا وعلى التعامل مع كل المستجدات والمتغيرات بعقول ناضجة وعيون لم تتغير اتجاهات مقلاتها وقلوب لا تنبض إلا بكل دقة جديدة في شرايين قلوبها.. أقول كل ذلك لم يكن سهلا أن يتحقق إلا في ظل هذه اللحمة المصرية التي كم يتمنى الكثيرون اتخاذها قدوة ومثلا ونموذجا حقيقيا.
واستنادا إلى نفس تلك الحقائق فإن القوة الناعمة التي تملكها بلادنا استطاعت أن تجمع بين الحاضر والماضي وأن تنطلق للمستقبل بكل إصرار وعزيمة وإرادة صلبة لا تلين ولا تضعف.
نعم.. ربما كان بعض أعضاء هذه القوة الناعمة ضحية أفكار خاطئة أو معلومات مضللة خلال فترة زمنية محددة لكن الجميع والحمد لله يعزفون أناشيد تشابك الأيدي وتعانق الأرواح وسيرة متكاملة للحق والعدل والجمال.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن جيراننا السودانيين رغم خلافاتهم الحادة ورغم أعمال العنف المتبادلة فإنهم حينما يذكر اسم مصر أمام أي طرف من الأطراف فإن القوم كلهم يرفعون الرايات البيضاء إعزازا واحتراما.
على الجانب المقابل فقد
أضحت مصر مثار تقدير واحترام العالم كله من أول السودان الذي اشتعلت فيه نيران الخلافات حتى أوكرانيا التي يقول رئيسها إنه يشعر بالأمان عندما تجيئه أنباء من مصر سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
السودانيون جميعهم مؤمنون بأن مصر لن تتدخل في شئونهم الداخلية.. لذا كلما اشتدت موجات العنف وبدت مظاهر العنف تزداد أكثر وأكثر يخرج السودانيون على اختلاف سياساتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ليؤكدوا كل في موقعه أنهم مطمئنون إلى عدالة الموقف المصري وبالتالي لا يخشون ما يمكن أن ينتظرهم في المستقبل لأن ما ينطبق عليهم ينطبق على غيرهم سواء بسواء.
وأنا شخصيا يدمي قلبي وأنا أرى طوابير المهاجرين لا تكاد تنقطع صباحا أو مساء وللأسف وصل الحال إلى أن أخذ السودانيون يسابقون الزمن لكي يتمكنوا من الخروج من بلادهم أحياء وفي سبيل ذلك يستخدمون الحمير والبغال والجمال بعد أن تعذر الآن وجود سيارات تتولى مهمة الابتعاد عن المناطق الملتهبة وواضح للأسف أن الحمار نفسه يبدو عليه الاستياء والاكتئاب وخيبة الأمل حيث لا تتوقف عيناه عن ذرف الدموع بكل ذلة ومهانة.
على أي حال نحن نرجو من الله سبحانه وتعالى أن تنتهي هذه الأزمة السودانية قريبا.. فنحن بكل المقاييس لا نقبل أن يقف على حدودنا من يمكن أن يضروا بأمننا القومي.
ثم.. ثم.. بالرغم من بعد المكان والزمان في آن واحد إلا أن ما يبديه الروس والأوكرانيون من تصريحات وأحاديث يؤكد أن كلا من الفريقين يبحث عن مركب إنقاذ.. طبعا كل حسب إمكاناته واسمه وسمته.
المهم.. كيفية الخروج من هذا الجب اللعين والعميق جدا.. وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة بإذن الله.
أما ما نحذر منه وما نتمنى عدم حدوثه عدم انفجار محطة “زابوربجيا” النووية الأوكرانية حيث أعلن أمس الرئيس الأوكراني أنه إذا حدث انفجار فسيكون نهاية كل شيء علما بأن روسيا من ناحيتها أكدت أن قواتها العسكرية قامت بالسيطرة الكاملة على المحطة الواقعة جنوبي أوكرانيا.
استر يا رب..
أخيرا.. جاء اليوم الموعود.. وانعقد الحوار الوطني الذي سبق أن دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وواضح أن جميع القوى أو معظمها على الأقل لديها النية الصادقة لإنجاح هذا الحوار.
وبما أنني كتبت هذا المقال بعد بدء الحوار فلا أستطيع بطبيعة الحال الحكم على ما حدث وعلى ما سيحدث.
ولكن ما أعدك به أنني سوف أنقل لك كل ما يدور في المؤتمر الذي سوف أشارك فيه بفعالية وجدية بإذن الله.
خمسة رياضة..
واضح أن الصراع بين القوى الرياضية المستأسدة لن ينتهي إلا بعد تكسير المزيد من العظام..!
.. ومع ذلك كم أتمنى أن يعود للقلوب صفاؤها وللمشاعر والأحاسيس رقتها ونورها.
وخمسة فن..
رغم أنني شخصيا لا أطيق محمد رمضان ولا أحب أبدا مشاهدته سواء على شاشات السينما أو نظيراتها التليفزيونية إلا أن ما حققه من نتائج بعد عرض مسلسله “جعفر العمدة” وأيضا في فيلمه “هارلي” ينم عن أنه ممثل بالفعل وبالتالي أهنئه وأشد على يديه.
و..و..وشكرا