**تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أحيانا..قد شهد استاد محمد بن زايد في الإمارات أكبر تجمع في تاريخه للجماهير المخلصة التي ذهبت لتشجع الأهلي العريق -مرتدية القميص الأحمر محملة بالأعلام والأهازيج -استعدادا للاحتفال الذي يبدأ جماهيريا بعد تسليم الكأس للفريق الفائز والميداليات للفريقين.
**كانت البداية ساخنة جدا أظهرت لنا نحن – هواة المستديرة – أن لاعبي الأهلي وجهازه الفني سيقدمون مباراة من نوع فريد بعيدا عن مباريات الكئوس التي تخضع للاحتمالات والتباديل والتوافيق التي يتصدرها التفكير في جر الخصم إلى وقت إضافي وضربات الحظ الترجيحية لعل وعسى يكسب الفريق الأضعف الكأس ويفتخر به على مدى سنوات وسنوات، بينما ينصرف انتباه الفريق القوي العريق إلى بطولات قادمة وهي كثيرة يحاول أن يضيفها إلى سجل الشرف ويحاول أن يحفظها في المبنى الخاص -الذي في حالة الأهلي يزخر بالكثير والكثير- ولعلها مناسبة أن نقترح على كابتن محمود الخطيب أن يبدأ متحفا للأهلي بالجزيرة بعد زيارة لأحد الاندية الاوروبية الكبرى وعلى سبيل المثال اليوفنتوس الذي يملك ملعبا رائعا يضم المتحف والمصنع وأكاديميات التدريب والأنشطة السياحية التي جعلت إيطاليا من أهم دول العالم في سياحة الرياضة وما يتصل بها .
** جاءت البداية حماسية جدا من الأهلي وكأنه فريق أوروبي تعود على اللعب كل ٤٨ ساعة وشطب من أجندته الإجهاد والتخاذل وغير ذلك من الأخطاء التي ترتكب على البساط الأخضر ويتفنن المتربصون في إبرازها كما يتفننون في الشماتة إذا ما خسر الأهلي أمام فريق ليس فريقهم الذي يؤلفون له الأرقام وأحيانا البطولات..
**انبهر مذيع المباراة ولكن بعد ١٠ دقائق تغير الحال وتبدل إلى غير الحال ليبدأ بيراميدز فترة من التوازن المقترن بالعنف غير المشروع والذي – للأسف – تعامل معه الحكم محمود البنا بأبوة حانية مع لاعبي بيراميدز مكتفيا بتوجيه اللوم على طريقة “عيب يا ولد أنت بتلعب في مباراة مهمة” فلم يخرج على سبيل المثال البطاقة الحمراء لعلى جبر إلا أن تدخلت عدالة السماء في الوقت الإضافي الأول وارتكب زميله أحمد سامي خطأ جسيما ضد كهربا تصدى له نجم المباراة -في تقديري- على معلول وأمتع الجمهور بهدف من ركلة جزاء وكاد أن يتكرر الهدف في أكثر من مرة مع نرفزة وعنف لاعبي بيراميدز الذين تناسوا الروح الرياضية ومارسوا إحدى السلوكيات الخاطئة التي كانت من أسباب التعصب الذي نراه الآن وبالفعل افتعلوا مشاجرة كاد الجماهير أن يفسدوا المناخ الجميل الذي قامت فيه المباراة ولكن الحكم نجح في وأد الفتنة وأعطى إنذارا لكل فريق فهدأت الأمور مؤقتا..
**ورغم أن استحواذ الأهلي كان الأفضل إلا أن علينا أن نشهد بالحق أن هجمات بيراميدز السريعة بمساندة لاعبي الوسط كادت أن تكلف الأهلي الكثير لولا يقظة الشناوي وهناك كرات أخرى لم تجد من يتابعها وكادت أن تسكن الشباك وعلينا أن نقر أن بيراميدز أدى مباراة جيدة جدا ضمن سمات مباريات الكئوس وكاد أن يحصد نتيجتها إذا تفرغ للعب النظيف.
**انتهت المباراة الحمد لله وفاز الأهلي باستحقاق وإن كان بهدف وحيد ليعود إلى القاهرة حاملا كأس السوبر المصري للمرة ال١٣ (نرجو أن تكون فألا حسنا) ويستعد الأهلي لقبل نهائي الأميرة الافريقية مع الترجي التونسي الخبير والعنيد ..
ورغم قصر الوقت في حد ذاته يحتاج إلى علاج نفسي للاعبين من كولر(صاحب السوبرين ) إلى جانب التعامل مع تداعيات إيقاف كهربا والشناوي وعبد المنعم في المنافسات القادمة..
**شكرا كل الشكر لجماهيرنا الوفية التي جابت أرجاء الوطن العربي احتفالا بالفوز الغالي بعد مباراة صعبة وماراثون من الأحداث أثارت بعضها الدهشة وعدم الانضباط ولم يبق فيها سوى الفرحة بالهدف اليتيم .
**وبعد السوبر. ..الآن أستطيع الاحتفال بعيد ميلادي الثمانين -غدا بإذن الله- وشكرا لدعاء الأحفاد باسل وكنزي وتعالى ويامن وياسمين وسيلا وسيل الذين يعشقون الأهلي بالوراثة.
صالح إبراهيم