كنت شهر زاد تعلم علم اليقين أنها تجيد فن الحكي والسرد يوميا كل ليل لشهريار ..كانت تبحث عن الحب ذات ليله من الف ليلة وليلة …كنت تعرف انها تعيش بطلة لكل قصه تحكي تفاصيلها وتعيش أحداثها كل ليلة وهي تسهر في شوق الحبيبة العاشقة التي تنتظر أن يبادلها الحب بالحب …ملكها الملقب بشهريار الزمان ….كان بداخلها انثي تحلم بالأمان والطمأنينة وسط عالم أشبه بمغارة لايوجد بها بصيص أمل أو نقطه ضوء تضيء لها الطريق الي قلب شهريار ….ولكنها الحقيقه التي لم تدركها الا بعد فوات الاوان ….بعد مرور العمر وضياع اجمل سنوات حياتها في وهم كبير …. حلم جميل وواقع مرير ….وجهان لعمله واحده كل وجه يحمل ملامح شخص آخر …لم تكن هي ..بل شبيه شهر زاد ..شبيه الشكل والملامح التي انطفئت معه وبسببه …الحقيقه التي تكن تدركها لحظة من اللحظات ….وذات ليلة من الليالي توقفت عن الحكي وجلست مع نفسها لتعاتبها بصوت أجش ؟ لما فعلت ذلك بنفسي ؟ لماذا ارضيتي كل ذلك الهوان ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ وسقطت دمعة في كبرياء الصمود وخنوع الحزن ….. انا شهرذاد …انا الملكة المتوجة علي قلب وعقل شهريار …وفجأة ….بصوت بخنقه حزن عميق لا لم أكن ذلك ! بل كنت ملكة ارتدي افخم الثياب الحريرية المرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة واسكن القصور الفخمة ولكنني لم اكن يوما كذلك …تلك كذبة عشت فيها سنوات وسنوات احكي قصصا كي يرضي عني شهريار …ولكني لم أكن سعيدة أو مطمئنة …كنت ملكة بالشكل والثياب …ولكن القلب كان صامتا حزينا …صمت جعله مع سنوات العمر يعجز علي التغيير يعجز عن التحرر من قيود العبودية ….أن يترك كتاب ألف ليلة وليلة ويعيش لنفسه ليلة واحده …يشعر فيها بالحب …يشعر بالحياة …وفجأة ودون سابق إنذار قررت شهريار التخلي عن كل شيء …الا شيء واحد شهرذاد قررت أن تنجو بما تبقي لها من شغف وحب الحياة …أدركت شهرذاد الصباح الذي يشرق في قلبها ..بنبض الحياة التي تريد أن تحياها بعيدا عن قيود شهريار وومملكته وملكه الزائف …قررت الرحيل ذات الصباح ليقوم شهريار من نومه لم يجد شهرذاد بالقصر ولكنه وجد منها رسالة ….تقول فيها شهريار ….عزيزي الملك المتوج علي عرش المملكة ..قررت أن انجو من براثن الحياة الزائفه التي كنت أحياها معك …فلقد أدركت الحقيقه …قبل فوات الاوان