قصة قصيرة
خرج سيد من عمله غاضباً فقد كان الأولي بتلك الترقية لولا المحسوبية فقد ترقي أحد الموظفين الصغار لمنصب أعلى من منصب سيد ….
وفي الطريق أثناء عودته لمنزله قابل أحد المشايخ وحوله لفيف من الجمهور يسألونه فيجيبهم بكل أريحية فاقترب منه سيد وشكى له وجيعته وشعر به الشيخ وبالظلم الذى وقع عليه فوضع الشيخ يده علي كتف سيد وسار معه قليلاً وأخذ ينصحه وكان سيد يستمع له بإنصات فتوقف الشيخ عن السير فجأة وقال لسيد هذا منزلى وأريدك أن تصعد معى فوافقه سيد وكان الشيخ يسكن بالدور الثالث ودخل سيد ليفاجأ بمعيشة الشيخ وقلة أثاث الشقة وفوجئ بطعام علي الطبلية مغطي فكشفه فوجده زيت وخبز فخرج الشيخ من غرفته وقال له لو كنت سألتني عما بالطبق لأجبتك دون خجل فهذا هو طعامى المفضل فسأله عن راتبه في التليفزيون وكم الحلقات التى تبث عبر الفضائيات فأخبره الشيخ بأنه يتبرع بها بالكامل لدور رعاية الأطفال اليتامى ودور المسنين وأخذ يشرح لسيد أمور غفل عنها معظم المسلمين وكان سيد أيضاً يجهلها …
كان سيد يذهب معه أثناء تصوير الحلقات فتعرف علي الجميع وكان يتعلم عن قرب من الشيخ الجليل كل شيء ينقصه فقال له الشيخ في ساعة تجلي ربنا يحرسك منهم
ياسيد فسأله سيد يحرسنى من مين ؟؟؟
ولم يجبه علي هذا السؤال حتى توفي الشيخ ….
إقترب مخرج البرنامج الديني من سيد وهمس في أذنه إذا كان يستطيع أن يصور حلقات دينية على نهج الشيخ الجليل …
إرتبك سيد في البداية وخاف أن يرسب في الإختبارات ولكنه تذكر دعوة الشيخ له قبل وفاته فاجتاز الإختبار لسهولته …
بدأ سيد في تصوير الحلقات الدينية كما شرع في شراء سيارة لإنتقالاته ثم قام باستئجار شقة بمنطقة راقية وكان حسابه البنكي يزيد بمرور الوقت فتذكر منهج الشيخ في التبرع لدور اليتامى والمسنين وقام بالتبرع أيضاً لكل الجهات …
وذات يوم إقترح مخرج الحلقات علي سيد أنه سوف يبدل عنوان الحلقات الجديدة فهذا بالطبع سوف يرفع من شأن وأجر سيد
فوقع سيد في المحظور الذى حذره منه الشيخ الجليل
أصبح إسم الشيخ سيد يتردد على كل لسان وأصبح من المشاهير
إقترح عليه مخرج البرنامج تبديل هدف ومضمون البرنامج وتغيير مساره والمطلوب من الشيخ سيد فقط ألا يجيب عن أسئلة المداخلات إلا برأى المخرج وما يراه يصلح أو لا يصلح فيحذفه أثناء تسجيل الحلقات
رضخ الشيخ سيد لأوامر المخرج لطالما لم تتعد حدود الله
زاد رصيد سيد من الدولارات في البنوك وانتقل الشيخ سيد ليقطن بفيلا بمنطقة نائية واستبدل سيارته بأحدث الماركات العالمية
ذات يوم كان الشيخ سيد يقوم بالرد على إحدى المداخلات ولكنه إعتذر للمخرج عن الرد الذى سمعه عبر الميكروفون الداخلى وترك التصوير على الهواء
وخرج حزيناً على ما وصل إليه الإسلام
ذهب إلى البنك للتبرع لإحدى الدور فوجد رصيده أصفار مجرد أصفار فقط ولا يعلم أين ذهب رصيده فقام بالإتصال بالمخرج دون جدوى …جرس فقط للنهاية في كل مرة ولا رد من جانب المخرج
لم يجد سيارته كما تركها آخر مرة
ذهب إلى الفيلا فوجد رجلاً دميماً ينتظره خارجها …فحاول الشيخ سيد أن يفتح باب الفيلا ولم يدخل المفتاح فقام الرجل الدميم بإعطائه المفاتيح ودخل خلفه فسأله الشيخ سيد عن سبب زيارته ؟؟ وما سر المفاتيح التى أعطاه أياها ليفتح بها فأخبره الدميم بأن حسابه سوف يعود كما كان بل وبالأرباح إذا ماوافقه الشيخ سيد فاستمع له الشيخ سيد ولكنه لم يوافقه الرأي وقام بطرده فترك له الدميم ورقة تحمل إسمه ورقم هاتفه فقطعها الشيخ سيد وأغلق الباب بشدة خلفه
وماهى إلا لحظات ورأي الرجل الدميم عبر شاشة التليفزيون وقت إذاعة البرنامج يقول له إذا وافقتنى الرأي ستعود أفضل مما كنت وإلا ستعود أفقر مما كنت وأنه سيتدخل شخصياً للصلح بينه وبين المخرج وقال له أيضاً عبر الشاشة سيتصل بك المخرج عندما أنتهى من حديثي معك الآن
تذكر الشيخ سيد دعوة الشيخ الجليل بأن يحرسه الله منهم ومن شرورهم وإذا برنين هاتفه وكان على الطرف الآخر المخرج يتأسف له بأنه ألغي برنامجه والأمر لم يكن بيده بل من جهات عليا ولولا تدخلهم للصلح ماكان ليقبل وفي النهاية رحب به المخرج بعودته للبرنامج مرة أخري ..