أما بعد..
ها أنا ذا..
أغلق أبواب الكلام..
بعد قرن ونيف من هذيان ووجع..
أعرف كيف أقود قلبي إلى مواطن العثرات..
وكأنني أجمع من هناك شتاتي، لأعود إلى عهدي الأول..
بلا ندوب..
…بلا فواجع..
وإن كان ضربا من محال..
ها أنا..
أزيح الستار عن وجه الصمت الطويل..
وقد صار أجمل..
لتظهر الحقائق عارية..
بلا تزييف..
…بلا تجميل..
حين أيقنت أن الأحاديث باطلة..
والرواة كاذبون..
ها أنا..
أودع دروب الحكايا..
بلا أمل في أي عودة مرتقبة..
أغادر أزقة النزف الضيقة..
إلى حيث يثمل الظلام على أوجاع المشردين..
وتلتهم الوحدة أحلامهم..
إلى إشعار آخر..
أتسكع كما أشاء..
على ضفاف الانتظار الممتدة بلا نهايات..
بلا هدف..
…وبلا جدوى..
على وقع الخيبة، ربما يضحك بكائي للمرة الأخيرة..
ولو سخرية..
أترك العنان لتلك الغصة المسجورة في عتمة حنجرتي..
ربما تجد لها حينذاك مخرجا..
ترى..
من أخبر الليل أن المتعبين مثلي لا يملكون وطنا..
وفي الجوار،،،،
تباع الأوطان على قارعة الطرقات..
انتهى..
بقلمي العابث..