هذا العام شارك حوالي 2 مليون حاج في أداء الفريضة المقدسة. وقد أصبح أداء هذه الفريضة أسهل باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
أمام هذه الأعدادالهائلة، طورت الحكومة السعودية تطبيقات للهواتف الذكية للحجاج، الذين استخدموها لمساعدتهم في الوصول إلى الأماكن المقدسة والصلاة فيها. وقام الكثيرون بتوثيق رحلتهم، الجسدية والروحية، على منصات التواصل الاجتماعي.
كما تم منح الحجاج البطاقات الذكية للاستفادة من خدمات الحج والتعرف على المعلومات المتعلقة به، فضلاً عن استخدام ماكينات الصرف الآلي والتعامل مع المتاجر ببطاقات الائتمان.
وفي عام 2022، تم إنشاء نظام عبر الإنترنت يتيح للمسلمين بالولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا دخول سحب رقمي للحصول على تأشيرات الحج.
وغالبًا ما وصفت التغطية الإخبارية لهذه الفريضة التكنولوجيا المستخدمة بأنها ظاهرة جديدة تعمل على “تغيير” الحج.
تقول اندريا ستانتون، على موقع كونفرسيشن: بصفتي مؤرخًة للشرق الأوسط وخبيرة في الإسلام المعاصر: التكنولوجيا كانت في صميم الحج منذ منتصف القرن19، حيث أتاحت تكنولوجيا السفن البخارية أداء الفريضة حتى لمن كانوا يعيشون في مواطن بعيدة عن مكة.
قبل ذلك كان الحج يتم باستخدام الجمال وغيرها من وسائل النقل البدائية.
ووفقًا للباحث إريك شوي، فإن “خطوط الشحن الأوروبية نقلت الحجاج كركاب لزيادة أرباحها من شحن البضائع عبر قناة السويس”. وكان يتم إنزال الحجاج في الموانئ على طول الطريق الذي تقطعه سفنهم بالفعل.
السلامة والسرعة والموثوقية ورخص تكلفة السفر بالباخرة أعجبت الحجاج، فتضاعف عددهم أربع مرات سنويًا من ثمانينيات القرن19 إلى الثلاثينيات.
وساعدت السكك الحديدية القادمين برًا، خاصة من روسيا، حيث يسافرون بالقطار إلى أى ميناء على البحر الأسود، ويعبرون لاسطنبول بالباخرة ومنها إلى مكة.
لعب التلغراف دورًا مهمًا. واستخدم المسؤولون القنصليون الأوروبيون وشركات السكك الحديدية والبواخر وحتى الحجاج الأفراد التلغراف للاتصالات المتعلقة بالحج.
كانت سرعة السفر بالسكك الحديدية والبخار تعني إمكان انتقال الأمراض المعدية مع الحجاج إلى منازلهم، كما حدث مع وباء الكوليرا في القرن التاسع عشر.
أدخلت الحكومات لوائح تعتمد على تقنيات الطباعة، وساعدت هذه اللوائح الحجاج على أداء مناسك الحج بأمان. كما عملت على تقليل المخاطر السياسية المحتملة ضد القوى الاستعمارية التي حكمت معظم مسلمي العالم.
وأدى السفر جوًا في أربعينيات القرن الماضي لتغيير ديناميكيات الحج بشكل أكبر. الطيران أسرع وأرخص وأكثر أمانًا، مقارنة بالسفن. وأتاح الطيران زيادة أعداد الحجاج ستة أو سبعة أضعاف بين عامي 1950 و1980، لكنه خلق تحديات لوجستية وسياسية واقتصادية ضخمة.
أدت تقنيات الاتصالات الجديدة لزيادة إلمام الكثيرين بفريضة الحج. وغطت المحطات الإذاعية أداء الشعائر مع بث رسائل الحج للمستمعين في المنازل. وعرض التلفزيون في الستينيات للمشاهدين لقطات لحجاج يطوفون حول الكعبة المشرفة. وساعدت هذه اللقطات في تحفيز رغبتهم لأداء فريضة الحج أيضًا.