أظهرت الدراسات خلال الفترة الأخيرة ارتفاع نسب ومعدلات الطلاق بشكل واضح وظهور أطفال غير منضبطين سلوكيا ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى عدم وجود ثقافة زوجية بين الشباب المقبلين على الزواج، وهناك جهل كبير بشئون كيفية تربية وتنشئة الأطفال نشأة صحيحة رغم ان هناك عدة مبادرات للحد من هذه الظاهرة ومنها المشروع القومى مودة وعلشان أولادكم احسبوها صح، ولكن كل ذلك لم يؤت ثماره بالشكل المأمول. حيث يجب ان يكون هناك تشريع مجتمعى يلزم المقبلين على الزواج بالحصول على دورات تأهيلية تنظمها المؤسسات المختصة فى كل المحافظات تتضمن أسس العلاقة الزوجية الصحيحة والقواعد الشرعية التى تحدد هذه العلاقة والدور المنوط بكلا الزوجين لاستقامة الحياة الزوجية والتى أساسها المودة والرحمة قبل كل شىء كما قال الله تعالي: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) حيث جعل المرأة سكنًا للرجل يسكن قلبه إليها وجعل بينهما خالص الحبّ وهو المودة المقترنة بالرحمة حيث إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وأيضا المنظور الصحيح لمسألة القوامة وأسلوب الإنفاق، وضرورة الاحترام المتبادل بين الشريكين وعدم اتخاذ القرار بشكل منفرد لأى منهما وتحديد مدى تدخل الأهل فى الأمور الحياتية وتعليمهم المهارات المختلفة فى كيفية إنشاء بنيان أسرى متماسك ومستقر لمجابهة أمواج الحياة المتلاطمة والتغلب عليها، بالإضافة إلى كيفية تربية الأبناء تربية صحية ونفسية سليمة حتى لا نفسد نواة المجتمع، وان يعى كل منهما دوره فى هذه التربية، وان يتم ذلك فى إطار شامل وتنموي.