و..
لاتسألني عمن أوقف اللحن محزونا في فم الناي..
ولكن، أخبرني عمن نفث النار في جرحه المفتوح..
هي الكلمات الملأى بالأسى، حين تتسابق إلى شفة ثكلى، زم الليل بقايا الصوت على ضفافها، لتتجمد..
ليصير الموت ثروتي الوحيدة، لدهور قاتمة قد تأتي..
غير مسموح لتلك الأشواك في حلقي، أن تعود من حيث أتت فارغة الكفين..
ولا أن تقطع باقي الطريق إلى أعماقي بوداعة النسيم..
وماذا يضر؟!..
نحن أبناء الصمت..
أسفل الرماد تنام براكين كلماتنا..
قيامة مؤجلة، لا تهدم أسوار عزوفها تلك الآهات المحمومة، القادمة من حناجر الأمس المثقل بالنقصان..
فلا حديث في جعاب التوق إلا قد صار بلا جدوى..
وتسألني، كيف مررتُ كل رصاصات المعاني قبل أن أنطق؟!..
وتركتك مصابا بآلاف الشظايا..
تعال..
لأخبرك بأن الصمت العاجز في صدري..
أقوى من كل خرافات الكلام..
أوجع من المناجاة زلفا من الليل، وطرفي النهار..
وأشد أثرا من كل رسائل الشكوى..
تلك الممهورة بالتوسل، الغارقة في تفسير ماهية الطين كيف ارتقى إلى سلالة الضياء،وعن (كيف فعلها، كيف ضحى لأجل الغارقين في وحل الخذلان، ولا تجرؤ أقدامهم على مقارفة السمو)..
مغبون أنا، لم أفرق بين لون الشمس في صبح خال من خطايا قربك..
وسنابل الضباب، التي أنضجها زحام وجهك في تفاصيل فراغي..
فلا أنا الذي ظللت طاهرا بالفراغ، ولا أنا الذي عدت قادرا على أن أكمل السير ملوثا بك..
على قيد الجنون المحض، أتيت أتلوك آخر تعويذة أدفع بها شياطين شكي..
ولم أكن أعرف أن السفر إلى اليقين فيك، أكثر وجعا من الوقوف حائرا على ضفاف الظن..
لينبت هنا كل هذا الاحتراق..
حد الرماد أحترق..
وتعيب على الناي؟!..
أنت يا سيدي، اسأل عن تلك الأيدي التي نثرت على وجهه ضفائر الأحزان..
تسأل، كيف للعطر أن يقتل؟!..
فلتسأل عن تلك الأنامل التي دست في عمقه ألم السنين دفعة واحدة..
عن تلك الزفرات التي وخزت نسيانه المصطنع، فصار يسير في دروب الأغاني مشردا، يبكي ضحكا، ويقهقه كل هذه الدموع..
حتى يخيل لمن يسمع أنه جن..
لا يعلمون أن الحنين شيطان، حررته تلك اليد التي لطالما انتظرها ذلك المسكين تسد فجاج النزف..
ليرحل..
وقد صنع رحيله حفرا عميقة..
لا يكفي العمر لملئها..
وإن مدت أيادي العالمين جميعا..
ألم يكن أولى بذلك من أتلف؟!..
هو السؤال الغارق في أعلى مدارات الخيال..
ولكن الواقع،،،،
مختلف..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..