يحتفل العالم في الثالث عشر من سبتمبر من كل عام باليوم الدولي للقانون،فلو عدنا لأصل كلمة”قانون”فهي مأخوذة من الكلمة اليونانية “كانون” والتي تعني عصا مستقيمة، تحقيق النزاهة والانضباط من أجل الصالح العام، وبطبيعة الحال فإن من أهم أساسيات ممارسة أي مهنة هو التعرف على قوانينها وتجنب مخالفتها. فالهدف من القانون هو الاعتراف بالقانون الدولي وتعزيز السلام والعدالة وحقوق الانسان في المجتمع العالمي.
حيث تم إعلان أول يوم عالمي للقانون في جميع أنحاء العالم في 13 سبتمبر 1965 خلال افتتاح مؤتمر “السلام العالمي من خلال القانون”، في العاصمة الأمريكية واشنطن والذي حضره 3200 شخص من 121 دولة بهدف لفت انتباه الشعوب لأهمية دور القانون والحفظ على السلام والأمن والنظام، وتأسيساً لمبدأ الحرية والحفاظ عليها.،وتمت رعاية الاحتفالات المناسبة من قبل نقابات المحامين، وكليات الحقوق، والمنظمات القانونية، والمسؤولين القضائيين وغيرهم من المجموعات الخاصة والعامة في كل جزء من العالم،وصدرت إعلانات يوم القانون العالمي من قبل رؤساء الدول والمسؤولين المدنيين والهيئات التشريعية منكافة مستويات الحكومة، وقد تم اعتماد قرارات خاصة من قبل المجموعات العامة والخاصة تدعو إلى تطوير واستخدام قواعد القانون الدولي والمؤسسات القانونية لحل القضايا المتعلقة بالقانون الدولي.
فهذا اليوم المميز يساهم في زيادة الوعي لدى الأفراد بحقوقهم وحرياتهم الفردية المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية والوطنية،ويحفز الأفراد على الاطلاع على القوانين والمعاهدات والوثائق ذات الصلة لفهم حقوقهم وكيفية الدفاع عنها.
كما يحث اليوم العالمي للقانون الأفراد على المشاركة المدنية والمشاركة الفعالة في العملية القانونيةويُشجع الأفراد على التعرف على كيفية مشاركتهم في صنع القرار والمساهمة في تحسين القوانين والنظم القانونية من خلال الحوار والنقاش والمشاركة في العمل العام.
وهو بمثابة شعلة إلهاملهم لممارسة حقوقهم وحرياتهم الفردية في القوانين،ويشجعهم على الاستفادة من الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تضمنها القوانين للمطالبة بالعدالة والمساواة.
ويشجع اليوم العالمي للقانون الأفراد على المشاركة في الأنشطة والمناقشات الاجتماعية المتعلقة بالقانون والعدالة حيث يمكن للأفراد المشاركة في مناقشات المجتمع المدني والمنتديات العامة والأحداث القانونية للتبادل والتعلم من الآخرين وتعزيز الوعي القانوني.
وهو يدفع الأفراد إلى التفكير في الانتهاكات المحتملة لحقوقهم وحرياتهم الفردية والبحث عن سبل حمايتها واللجوء إلى الآليات القانونية المتاحة للحصول على العدالة.
ويوفر يوم القانون العالمي فرصة لتثقيف الأفراد حول حقوقهم وحرياتهم القانونيةمن خلال زيادة الوعي والمعرفة بالأطر القانونية وصكوك حقوق الإنسانحيث يتمكن الناس من ممارسة حقوقهم بشكل أكثر فعالية وثقة. مما يؤدي بالنتيجة إلى مواطنين أكثر استنارة ومشاركة.
وغالبًا ما يركز يوم القانون العالمي على تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة، ويشجع الأفراد على التفكير في أهمية الحماية المتساوية بموجب القانون والنظر في القضايا المختلفة مثل التمييز، والوصول إلى العدالة، والمجتمعات المهمشة،فمن خلال تسليط الضوء على هذه القضايا، يعزز يوم القانون العالمي الشعور بالتعاطف والتضامن بين الأفراد ويعزز الجهود الرامية إلى معالجة عدم المساواة المنهجية.
كما انه يعزز الوعي بالحقوقوالحريات الفردية ويحث الأفراد على المشاركة الفعالة في العملية القانونية والنضال من أجل العدالة والمساواة، ويعد يوم القانون العالمي مثابة منصة لتشجيع الأفراد على التفكير النقدي في حقوقهم وحرياتهم والمشاركة في مناقشات هادفةواتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العدالة والمساواة وسيادة القانون في مجتمعاتهم وخارجها، ويهدف إلى إنشاء مجتمع أكثر عدلاً وشمولاً حيث يتم احترام وحماية حقوق الجميع.