الاخبارية وكالات
بعد مرور 24 ساعة فقط على عملية طوفان الأقصى بدأت الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية في محاسبة رئيس وزراء دولة الكيان بينيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
ووصف المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بِن كسبيت، سياسة نتنياهو، بأنها ليست واقعية.
وقال كسبيت: “من أراد التطبيع مع الرياض، حصل على الجهاد من حماس. ومن خاف من شن عملية برية في غزة، شنت غزة عملية برية ضده.
ومن وصف نفسه بأنه ’قوي مقابل حماس’، وجد نفسه ضعيفاََ في مواجهة حماس قوية.
ومن اعتقد أنه سيتمكن من زيادة قوة حماس كي يضعف السلطة الفلسطينية، وجد نفسه أمس ضعيف مقابل كليهما”.
وقارن كسبيت أيضا بين حرب 1973 والهجوم من غزة أمس:
”أمس، تعرّضت إسرائيل لمفاجأة استراتيجية بحجم حرب يوم الغفران، ولكن أكثر إذلالا. في حينه كانت هناك دولتان مستقلتان مع جيشين نظاميين عظيمين، آلاف الدبابات، سلاحا جو، استخبارات ودعم من القوى العظمى. أما اليوم، فالحديث يدور عن منظمة إرهاب نعرّفها كتافهة، بدون سلاح جو، بدون مدرّعات، بدون بنى تحتية، محاصرة ومعزولة أمام آلة الاستخبارت والإحباط الأكثر تطورا في العالم “.
”وبعد كل ذلك، هي التي انتصرت. في عالم الرياضة، كان يتعيّن على حماس أن تعتزل ليلة أمس. فأعلى من هذه الذروة ما كانت لتصل. بحثوا عن صورة انتصار فوجدوا ألبوما كاملا. أنزلوا قوة عظمى على الركبتين، وذهلوا هم أنفسهم من حجم نجاحهم.
”قبل نحو ثلاثة سنوات جلست في إحاطة عميقة لدى أحد أكبر رجالات جهاز الأمن.. مسؤول عن لجم وإحباط وتصفية حماس. قال لي: “هذه هي المنظمة الأكثر جديّة”. “هُم أكثر تصميما من حزب الله. هُم شجعان، هم ليسوا إمّعات، يعرفون ما يفعلون، محظور الاستخفاف بهم. يوجد لهم صبر، هم لا ييأسون. هم يستغلون الفرص، ويمكن أن يكونوا خطرين جدا”.
وتابع كسبيت أن “جميع التصورات تقريبا انهارت أمس. والتصور أنه بالإمكان كنس القضية الفلسطينية تحت العباءات المذهبة لأمراء النفط في الخليج، أفلس. فالقضية الفلسطينية لم تختف. على العكس، بين حين وآخر تقفز إلى زيارتنا في الصالون. وتبدد أيضا التصور الذي بموجبه كلما سمحنا لعمال أكثر من غزة بالخروج إلى العمل في إسرائيل سيستقر الوضع”.
ولفت اانظر إلى فشل “العائق” الذي أقامته إسرائيل بينها وبين قطاع غزة. “استثمرنا مليارات، اخترعنا مجسات، حفرنا مئات الأمتار، سكبنا عشرات أطنان الإسمنت ورفعنا جدرانا وأبراجا. ونسينا قانون الغاب الأبسط : لا يوجد أي جدار يلجم اليائس، والمعزول. وكافة العوائق ستقتحم في النهاية، مهما كانت قوية”.