هل تتخيل أن رائحة جسمك تشبه بصمتك في تفردها وقدرتها على تمييز هويتك، كما تشي بالكثير عن حالتك الصحية، ويمكن أن تكفي لمسة واحدة من يدك لمعرفة كل ذلك!!
وبدءًا من روائح الأعشاب، وصولًا إلى رائحة من نحب، فإن الروائح تحيط بنا في كل لحظة. وهي لا تحيط بنا فقط، لكنها أيضًا تصدر عنا. وهي مميزة، ويمكن أن تخبرنا بشيءٍ ما عنا وعن المحيطين بنا.
ورائحة جسدك عبارة عن مركب كيميائي يخضع لعوامل عديدة، بينها سماتك الوراثية والإثنية. ويعتقد الباحثون أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل رائحتك. هذه الجينات تتدخل أيضًا في الاستجابة المناعية للجسم، وتؤثر في رائحته عن طريق إنتاج بروتينات ومواد كيميائية معينة.
لكن رائحتك ليست ثابتة. فمع إفراز العرق والزيوت على سطح البشرة، تبدأ الميكروبات في تكسير هذه المركبات وتحويلها، حيث تضيف إلى الرائحة التي ينتجها جسمك. ويمكن الاستعانة برائحة الجسم في تتبع أي شخص وتحديد موقعه والتعرف عليه، وكذلك التمييز بين المرضى والأصحاء.
يقول فريق من الباحثين المتخصين في دراسة رائحة الجسم ، ضمن تقرير على موقع كونفرسيشن، إنه، من خلال اكتشاف وتحديد مواد كيميائية تعرف باسم المركبات الغازية أو المركبات الطيارة، يمكنهم معرفة الكثير من المعلومات.
إذا اقتربت من أي شخص، تستطيع الإحساس بحرارة جسمه دون أن تلامسه. ويمكنك أن تشم رائحته دون أن تقترب كثيرًا منه. وبإمكان الإنسان أن يتسبب في سخونة الهواء الملاصق له. وهذا يحرك الهواء من حوله، مما يؤدي لانتشار الملايين من خلايا بشرته الميته على مدار اليوم وهذه الخلايا تحمل إفرازات الغدد والميكروبات الموجودة بالجسم فتنتشر رائحتها في المكان.
وتعتمد رائحة الجسد أساسًا على عدة سمات، بعضها يتعلق بالانتماء العرقي والوراثة وكذلك بالنوع (ذكر أو أنثى)، وترتبطهذه الرائحة بالإجهاد والنظام الغذائي والمرض. وهناك مكونات أخرى تدخل في تمييز رائحتك، كاستعمال العطور والصابون.
الكلاب البوليسية يمكنها تتبع آثاى الرائحة التي يتركها المشتبه بهم في كل مكان يلمسونه، لأن لكل شخص رائحته المميزة.
وقد تم استخدام رائحة الجسد كدليل في الطب الشرعي، ففي دراسة، شملت 105مشاركين، تم جمع 15مركبا كيميائيًا من أيديهم، وأمكن التمييز بين عرقيتهم، بدقة كبيرة.
رائحة الجسم توفر معلومات عن الحالة الصحية. ويجري استخدام الكلاب للتعرف على روائح المصابين بداء السكري، وتنبيههم لضرورة ضبط مستوى السكر في الدم. ورغم أن هذه الكلاب عادة ما ترافق مريضًا واحدًا يكون بحاجة للمراقبة الدائمة، ويمكن تدريب الكلاب على اكتشاف الإصابة بالسرطان، أو بكوفيد-19، بدقة تصل إلى 90%.
وقد تكون رائحة الجسد سببا في نفور الآخرين أو انجذابهم نحوك .. فاحرص دوما على نظافتك الشخصية، ولكن احذر أن تقع في فخ الهوس المرضي بالنظافة!!